google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

إسرائيل وداعش ... التاريخ لا يكذب



إسرائيل وداعش ... التاريخ لا يكذب



بقلم – محمد مقلد



خلال الفترة من عام 2012 حتى عام 2018 انتشر الإرهاب بصورة مخيفة فى سيناء ، وبدت العمليات الإرهابية تتوالى ليروح ضحيتها المئات من جنودنا بالجيش والشرطة ، بل وطالت يد الإرهاب المئات من المدنيين أيضاً ، واعتمدت الجماعات الإرهابية وقتها وعلى رأسها تنظيم " أنصار بيت المقدس " بشكل واضح على تفجير العبوات الناسفة فى الأقوال الأمنية عن بُعد باستخدام خطوط الاتصالات الخاصة بالهواتف المحمولة ، مما دفع القوات المسلحة لقطع الاتصالات بسيناء أثناء عمليات التمشيط والمداهمة للبؤر الإرهابية.

 

ومع ذلك كانت العبوات الناسفة يتم تفجيرها عن بُعد باستخدام الهواتف المحمولة ، ووقتها كنت أعمل بملف الإسلام السياسى بصحيفة الوطن وقناة المحور ، فاندهشت من جراء تفجير العبوات مع قطع الاتصالات ، وتوصلت عن طريق مصادرى هناك ، بأن الشبكة المستخدمة فى تفجير العبوات الناسفة رغم قطع الاتصالات ، شبكة " أورانج " التابعة لإسرائيل ، وهذا دليل واضح وصريح بأن إسرائيل حاولت أن تجّمل صورتها أمام مصر بأنها ساهمت فى القضاء على الإرهاب فى سيناء على عكس الحقيقة تماماً.

 

تصريح ليبرمان ، وزير الدفاع الإسرائيلى السابق ، الذى أعلن من خلاله ،  أن نتنياهو يدعم داعش فى غزة لم يكن غريباً كما يعتقد البعض ، فالتاريخ يؤكد أن إسرائيل استعانت بتنظيم " داعش " فى سيناء لنشر الفوضى والقتل والنيل من الجيش والشرطة المصرية فى سيناء ، لأن إسرائيل ببساطة ترى أن اسستقرار مصر يهدد وجودها ، وللحقيقة فقد تمكنت إسرائيل من تجنيد عدد من قادة تنظيم " أنصار بيت المقدس " الإرهابى فى سيناء ، عن طريق ضابط بالموساد ، اسمه الحركى " سالم " والمتهم فى قضية الجاسوسية الشهيرة بشمال سيناء عام 2013.

 

وإذا كان تصريح ليبرمان كشف تعاون إسرائيل مع " داعش " فى قطاع غزة ، فالتاريخ لا يُكذب تلك التصريحات ، فخلال الفترة التى نشط فيها الإرهاب فى سيناء ، كان تنظيم " أنصار بيت المقدس " يتخذ من منطقة " دير البلح " شمال قطاع غزة كملجأ لتدريب عناصره ، وذلك أمام مرأى ومسمع من الجيش الإسرائيلى ، ولما لا بعدما تحول تنظيم " داعش " إلى ذراع عسكرى سرى يعمل لصالح الموساد الإسرائيلى ، الأمر الذى يوضح سبب تصريحات الرئيس السيسى السابقة ، بأن الإرهاب فى سيناء كان يكلف الدولة مليار جنية فى الشهر الواحد ، مما يؤكد أن وراء تلك التنظيمات الإرهابية استخبارات دول تخطط للنيل من أمن مصر وليست جماعات عشوائية تقوم بأعمال إرهابية دون تخطيط.

 

التعاون بين إسرائيل وداعش خلال تلك الفترة ، دفع الجيش الإسرائيلى إلى أن يغمض عينيه عن تجار المخدرات والسلاح  ممن يقومون بالتهريب من غزة لسيناء والعكس ، وهى التجارة الرائجة التى كان يعتمد عليها تنظيم " داعش " بشكل كبير للصرف على عملياته الإرهابية فى سيناء.

 

منذ عام تقريباً ظهرت جماعة إرهابية أطلقت عن نفسها اسم " جماعة الفاروق " ادعت أنها متواجدة داخل سيناء ، وخرجت ببيانها الأول لتكشف من خلاله ، أن الحدود الإسرائيلية مكشوفه أمامهم وسيتم استهدافها من كرم أبوسالم شمالاً حتى أم الرشراش جنوباً ، وهنا فطنت الأجهزة الاستخباراتية المصرية ، أن تلك الجماعة وهمية ومن صناعة إسرائيل ، الهدف من وراءها استغلالها لإظهار أن هناك خطورة على أمن إسرائيل قادم من سيناء عن طريق تلك الجماعة ، لذلك يكون من حق إسرائيل السيطرة على محور فلادليفيا بدعوى تأمين حدودها.

 

خلاصة القول ، أن إسرائيل على قناعة كاملة ، بأن الخطر الحقيقى الذى يهددها هو استقرار مصر أمنياً واقتصادياً ،  وهو ما اتضح من موقف الرئيس السيسى برفض أى محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، سواء داخل سيناء أو أى منطقة أخرى ، والمساندة التى يجدها أبناء قطاع غزة من مصر ، بداية من ادخال المساعدات الإنسانية حتى توفير العلاج للمصابين داخل المستشفيات المصرية بشمال سيناء ، ومن هنا تتضح الرؤية بأن إسرائيل ستحاول خلال الفترة المقبلة الاستعانة بتنظيم " داعش " لزرعه مرة أخرى داخل سيناء للنيل من أمن واستقرار الدولة المصرية.


 

وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية  

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف