بقلم – محمد مقلد
مع بزوغ فجر اليوم الأول من عام 2023 ، تولد بداخلى شعور قوى بأن هذا العام
سوف يكون البداية لكثير من المفاجآت التى تنتظرنى ، يلوح بمواقف وتجارب صعبة لابد
أن أمر بها ، تجارب مرة وابتلاءات جديدة من الله تعالى لعبده الفقير ، ولما لا
ومجموع أرقام هذا العام تساوى 7 ، وهذا الرقم بالذات له مدلولات عميقة للغاية لم
يدرك معناها إلا من أهتم بعلم الأرقام ، وما تحمله من خبايا وأسرار تكشف الوجه
الآخر لبعض البشر ، والقرآن الكريم نفسه كشف بين آياته مدى الأهمية التى تحملها
الأرقام فى حياتنا وعلى رأسها بالطبع الرقم 7.
فقد مرت من عمرى ثلاث سنوات بداية من العام السالف ذكره حتى الآن ، والتى
أعتبرها من أصعب السنوات فى حياتى كلها ، عشت خلالها نماذج مصغرة كشفت بوضوح ما أصاب
بنى البشر من تغيرات فى طباعهم وأخلاقهم ، هبطت بمعظمهم لقاع بئر سحيق من ضياع
الإنسانية وإنحدار الأخلاق لأدنى صورها ، فخلال تلك السنوات الثلاث مررت بمواقف
وعشت تجارب ربما لم تصل لحجم التجارب الصعبة التى خضتها من قبل ولكنها كانت أشد
قسوة وتأثيرها كان أقوى على نفسى وطاقتى ، لاسيما وأنا فى وقت اشتعل فيه الرأس
شيبا وأصبحت كبير السن وليس لدى الطاقة الكافية لمواجهة تلك التجارب المرهقة.
ومع ذلك كان عون الله تعالى وحده كفيل بأن اتخطى تلك التجارب الشاقة ،
وشعرت وكأننى ابن العشرين ، وأيقنت خلال تلك الفترة أن خالقى يجند من يساندنى
ويدافع عنى ويحذرنى من الأخطار فى الوقت المناسب ، واكتشفت ذاتى بصورة أكبر وأعمق
، حتى وضعت يدى على السؤال الذى حيرنى كثيراً ، لماذا كل هذه الابتلاءات فى هذا
العمر وهذا التوقيت بالذات ؟ فالمسألة لم تتعلق على الاطلاق بنصرة المظلومين
وإعادة الحقوق المسلوبة ، أو التصدى لما أجد أنه يخالف المنطق ورفضى لإغراءات
عديدة تفيدنى وحدى مقابل تحقيق العدل والانصاف.
فالمسألة بدون تضخيم لها أبعاد أخرى ، تعلقت بأمور ذاتية ، عشتها وعاصرتها
ولمستها بنفسى ورأيتها أمام عينى ، وصلت معها للشعور وكأننى أسير وحيداً وسط صحراء
جرداء ، أبحث عن الماء لأروى ظمأى ، وكلما شاهدت الماء أمامى ، أسرع ناحيته لأجده
سراب مخادع يمنحنى الأمل ويواريه عنى فى نفس اللحظة ، فكلما تعرضت لمؤامرة ليست
مرتبطة بمكان معين أو أشخاص محددين كانت تتكشف أمامى خيوطها دون أى عناء وقبل أن
أسقط فى فخها ، وبطرق غريبة قلما تحدث لأى إنسان ، وأقسم برب يوسف خبايا لا يستوعبها
العقل البشرى ، ولم ولن يصدقها إلا من عاصرها وشاهدها بنفسه ، بعضها اطلع عليها
أحد أصدقائى المقربين والبعض الآخر لابد أن يكون سراً بينى وبين خالقى.
وكلما زدت المواقف صعوبة من حولى ينزاح الستار أمامى عن أشياء غامضة لا
أعرف سبب منطقى لها ، وليس سراً أننى حاولت أن استعين ببعض المتخصصين وأصحاب
الخبرات سواء هنا فى السويس أو القاهرة لعلى أجد لديهم تفسير منطقى لما يحدث لى وأتعرض له ، حتى ارتاحت
نفسى أخيراً ووضعت يدى على كل شئ بقدرة الله وحده بعيداً عن أى تدخل للعنصر البشرى
، وأيقنت بوضوح السبب الرئيسى وراء رفضى إلحاق الأذى بأى شخص حاول إيذائى ، فدورى
هنا مقتصر فقط على معاصرة تلك المؤامرات والمواقف دون أى رد فعل انتقامى ، شريطة
أن أخرج منها بدروس جديدة لا أكثر من ذلك.
واكتشفت أن عام 2023 يحمل معه تجربة رئيسية عميقة قاسية مرهقة لأقصى درجة ،
وأن كل المواقف والمؤامرات والأحداث التى تعرضت لها خلال السنوات الثلاث ، ما هى
إلا عوامل مساعدة لتلك التجربة الشاقة ، مع أنها أحداث لا ترتبط بها بأى صلة ، تجربة بدأت برؤية جعلتنى استيقظ من
نومى منهمر فى بكاء متواصل لا ينقطع ، فكانت البداية لتلك التجربة التى كلما حاولت أن أنكرها أو أكذبها للهروب من
خوضها ، أتعرض لمواقف وأمور صعبة خارجة عن إرادتى ، وكأن هناك أصوات خفية تصرخ فى
وجهى بعبارة واحدة ، " أنه واقع مفروض عليك ومجبر عليه ، وليس لك أى خيار آخر وإلا ستتحول حياتك لجحيم
"
بصراحة شديدة وبدون الخوض فى تفاصيل أكثر ، خرجت من تلك الفترة رغم صعوبتها
ومشقتها ، بنتائج بعضها ذاتى يخصنى سأحتفظ بها لنفسى ، والبعض الآخر يرتبط بالبيئة التى نعيش فيها ، فالحقيقة
الواضحة أننا نعيش فى مجتمع معظمه متأسلم ، ضل طريق الهداية ، غارق فى بحر الأوهام
، ارتدى معظم أفراده عباءة المال والمناصب وشهوات الدنيا ، ومع أن الموت الحقيقة الوحيدة يحاصرهم ويطارد
يومهم ، ولكنهم للأسف الشديد ما زالوا متمسكين بأمل أن ينتصر وهم الدنيا على حقيقة
الموت ، حتى " الحب " فقد معناه الحقيقى بينهم ، وأصبح لا يحمل إلا
معانى تعكس أفكارهم الشاذة التى زرعها الشيطان داخل عقولهم.
وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية
