كتب – محمد مقلد
يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية أخذت على عاتقها توجيه الاتهامات للحكومة
المصرية لتشويه صورتها ، وإظهارها فى صورة الحكومة العاجزة ، ووصلت الأمور مع تلك
الجماعة إلى اتهامها للنظام المصرى بالعجز عن مواجهة ما حدث منذ أيام من كوارث
طبيعية تعرضت لها مدينة الإسكندرية بسبب التغير المناخ ، وتساءلت الأبواق
الإعلامية لتلك الجماعة عن دور الحكومة المصرية فى مواجهة مثل هذه التغيرات
المناخية التى تهدد مدينة الإسكندرية مستقبلاً.
![]() |
فيضانات الإسكندرية |
وتناست الجماعة الإرهابية ، أن تلك التغيرات المناخية
متوقعة منذ سنوات ، وأن هناك علماء من جميع أنحاء العالم أكدوا من خلال دراسات
دقيقة بأن هناك أكثر من مدينة على ساحل البحر المتوسط مهددة بالغرق ومن بينها
الإسكندرية ، بسبب الظواهر الطبيعية والفيضانات والزلازل التى تخرج من باطن البحر
المتوسط ، وكلها فى النهاية ظواهر طبيعية مصدرها القدر الإلاهى.
واستندت الجماعة الإرهابية فى ادعائها إلى تصريحات الدكتور عبد السميح سمعان أستاذ الدراسات
البيئية وتغير المناخ بجامعة عين شمس ، والذى أكد من خلالها أن الظواهر الطبيعية والتقلبات المناخية من
فيضانات وزلازل تهدد عدد من المدن الساحلية وعلى رأسها الإسكندرية بسبب ارتفاع
منسوب سطح البحر والاحتباس الحرارى مشيرا إلى أن تأثير هذا الاحتباس القوى يعرض
المناطق الساحلية لخطر الغرق ، والسبب فى ذلك باطن البحر المتوسط نفسه.
وأكد سمعان ، أن التقلبات الجوية الخطيرة التى تعرضت لها الاسكندرية مؤخراً تعكس مدى التغيرات الكبيرة فى
المناخ وهو ما اتضح من خلال حجم واتجاه الأمطار بجانب استمرار العاصفة لمدة زمنية
حوالى ساعة وهو أمر غير طبيعى ، وأن هذه الظاهرة تحدث عند الانتقال من الشتاء إلى
الربيع نتيجة وجود كتلتين من الهواء كتلة باردة وكتلة ساخنة مما يحدث تصادما يؤدى
إلى البرق والرعد .
والغريب أن الكتائب الإعلامية للجماعة الإرهابية نفسها
ذكرت فى تقريرها الذى اتهمت من خلاله الحكومة بالتقاعس فى مواجهة تلك التقلبات
الجوية ، أن هناك دراسة صدرت من وكالة
ناسا فى شهر فبراير الماضى ، وشارك فيها باحثون عرب وآمريكان وهولنديون ، كشفت أن
الإسكندرية شهدت أكثر من 280 حالة انهيار مبان على سواحلها خلال العقدين الماضيين،
مشيرة إلى وجود علاقة بين تراجع خط الساحل وهبوط التربة وانهيار المبانى ، وهو أمر
إلاهى خارج عن قدرة البشر لمواجهته.
وربطت الدراسة بين تلك الانهيارات وتآكل السواحل نتيجة
لاختلال توازن الرواسب، الناجم عن التوسع العمرانى، وارتفاع مستوى سطح البحر،
وتسرب مياه البحر إلى طبقات المياه الجوفية الساحلية، مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب
المياه الجوفية وتآكل جدران المبانى، مما يسرع من انهيارها.
وأوضح عدد من الخبراء ، أن تغير المناخ بالمدن الواقعة على ساحل البحر
المتوسط ، أصبح يمثل خطر حقيقى ، بسبب التغيرات المناخية الغريبة التى تحدث فى
معظم دول العالم واستمرار وجود ظاهرة الاحتباس الحرارى مع تلك التغيرات المناخية
يهدد بصورة كبيرة لغرق عدد من المدن الساحلية على البحر المتوسط ومن بينها مدينة
الإسكندرية.