كتب – حامد طلبة
مع
تفاقم الأزمة الحدودية بين الصومال وأثيوبيا ، ومحاولة أثيوبيا التدخل في السيادة
الصومالية على أراضيها ، وتوتر الأوضاع بصورة أكبر عقب قيام أقليم أرض الصومال
الانفصالى بتوقيع اتفاقية مع أثيوبيا ، تقضى بسيطرة أثيوبيا على منفذ بحرى على
البحر الأحمر ، في الوقت الذى ترى فيه الصومال أن السيطرة على المنفذ من حقها ، وقبيل
اتفاقية أنقرة في 12 ديسمبر عام 2024 ، لتهدئة الأوضاع بين الصومال وأثيوبيا
والاعتراف بالسيادة الصومالية على أراضيها.
بدأت
القيادة السياسية في مصر تحركاتها لإزالة التوتر في المنطقة ، والمساعدة في القضاء
على الإرهاب الذى انتشر في الصومال ، حيث قامت مصر حسب ما ورد بموقع " الدفاع العربي " بتوقيع اتفاقية تعاون عسكري مع الصومال في أغسطس
2024، تتضمن نشر ما يصل إلى 10 آلاف جندي مصري ، مجموعة منهم تعمل تحت مظلة بعثة الاتحاد
الإفريقي (AUSSOM)،
والجزء الأكبر تواجد بأراضى الصومال عقب اتفاق ثنائي بين مصر والصومال ، يتمثل في مساندة
مصر للصومال لتحقيق السيادة الكاملة على أراضيها ، بخلاف تلقى تدريبات عسكرية
للجيش الصومالى ، والمساعدة في القضاء على الإرهاب.
وهذا
التعاون العسكرى بين مصر والصومال ، عبرت
عنه الحكومة الصومالية بشكل واضح ، عندما أعلنت أنها تدافع عن شراكتها مع مصر،
معتبرة أنها جزء من جهود إعادة بناء الجيش الوطني وتعزيز التعاون الإقليمي ، وأكد مسؤولون صوماليون أن مشاركة مصر في بعثة AUSSOM تمت بموافقة الاتحاد الإفريقي، ولا تشكل
تهديدًا للدول المجاورة.
ولكن
هذا الاتفاق أصاب الحكومة الأثيوبية بشئ من القلق ، لاسيما مع توتر الأوضاع بين
مصر وأثيوبيا بسبب سد النهضة ، ووصلت الأمور إلى اعتراض الحكومة الأثيوبية على
تواجد قوات أجنبية في الصومال دون أن تسمى بشكل صريح الجيش المصرى ، مشيرة إلى أن
تواجد تلك القوات يزيد من التوتر بالمنطقة ، وبررت الحكومة الأثيوبية أن تواجد
قوات لها في الصومال كان بهدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الأمنى للمنطقة ،
أما الآن فالأمر أصبح مقلق لاسيما مع تكثيف قوات الجيش المصرى من تدريباتها بالقرب
من حدودنا.
ومن هذا المنطلق خرج خلال الساعات القليلة الماضية ،
برهانو جولا ، رئيس أركان الجيش الإثيوبي بتصريحات شهدها البرلمان الأثيوبى ، حذر من خلالها بشكل صريح من تهديد أمني ناجم عن الوجود العسكري المصري في
الصومال ، حيث قال ، هناك قوات أجنبية داخل الصومال تعمل تحت غطاء التعاون، لكنها
تحمل نوايا استراتيجية قد تزعزع استقرار إثيوبيا ، وتعمد رئيس الأركان الأثيوبى
عدم ذكر مصر صراحةً فى تصريحاته.
فيما
خرجت الحكومة الصومالية لتؤكد على دعم مصر الكامل للحكومة الفدرالية في الصومال،
ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، ومواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد
الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا تنفيذا لتوجيهات
القيادات السياسية في الدول الثلاث لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية
ذات الاهتمام المشترك ، إلا أن أثيوبيا
ترى أن تواجد القوات المصرية سيمثل خطراً واضح عليها بسبب أزمة سد النهضة.