كتب – حامد طلبة
القانون رقم 73 لسنة 2021 ، والذى يتضمن عدم إلحاق أى
شخص للعمل ألا بعد ثبوت عدم تعاطيه المخدرات ، كما يتعرض الموظفين للفصل عند ثبوت تعاطيهم المخدرات ، سواء بإجراء تحاليل لهم بشكل عشوائى أو عمل تحاليل مخدرات قبل ترقيتهم للدرجات الوظيفية
الأعلى ، والقانون بصورته الحالية ، دفع الآلاف من الموظفين لإطلاق صرخات استغاثة للمسئولين لإعادة النظر فى
مواد القانون ، مؤكدين أن هناك أعداد كبيرة من الموظفين خرجت عيناتهم إيجابية رغم
عدم تعاطيهم المخدرات وذلك لأسباب متنوعة.
بعض العاملين مما تضرروا من القانون وتعرضوا للفصل ،
يؤكدون أن فصلهم جاء بشكل خاطئ لإصدار قرار الفصل بشكل سريع ، عقب ظهور العينات
الخاصة بهم إيجابيه ، مع أنهم يؤكدون بأنهم أصحاب أمراض مزمنة يضطرون معها لتناول
بعض الأدوية التى تحتوى على نسب معينة من المواد المخدرة ، ومع ذلك ليس من حقهم الاعتراض
أو تقديم تظلم على نتيجة التحاليل الخاصة بهم وفقاً للقانون ، متسائلين ، ماذا لو
حدث خطأ فى التحاليل ؟ فما ذنب الموظف الذى يتم فصله فوراً دون أن يتظلم من نتيجة
تلك التحاليل الخاطئة.
ويرى البعض الآخر من المتضررين من هذا القانون ، ضرورة
إعادة النظر فى بعض مواد القانون ، مؤكدين أن القانون يتضمن اعتبار أى موظف أو
عامل يمتنع عن التواجد لإجراء التحاليل فى اليوم المحدد له نتيجة
تحاليله إيجابية دون الرجوع إليه للتأكد من ظروف وملابسات تغيبه ، فهناك حسب كلامهم
ظروف قهرية ربما تظهر للعامل فى نفس اليوم المحدد له لإجراء التحاليل تمنعه من
الحضور ، ومع ذلك تكون النتيجه فصله دون
أن يكون له الحق للاعتراض أو تقديم ما يفيد سبب تغيبه.
وهذا ما أكده أحد العاملين بالشركة القابضة لمياه الشرب ، والذى تضرر من فصله عن العمل وتشريد أسرته ، بدعوى خروج نتيجة تحاليله ايجابيه لأنه امتنع عن الحضور فى اليوم المحدد له لإجراء التحاليل ، حيث أكد هذا العامل بأن والده توفى فى نفس يوم إجراء التحاليل وقدم ما يفيد ذلك دون جدوى ، مع أنه حسب كلامه لم يتناول أى نوع من المخدرات طوال حياته.
ويرى آخرون ، أنه
لابد من وضع معايير محددة بالقانون لعملية إجراء تحاليل السموم لتلاشى الأخطاء
التى تؤدى لتشريد المئات من العمال وأسرهم ، وطالب هؤلاء بضرورة تعديل القانون
ومنح المتضررين فرصة ثانية لإثبات أنه تعرضوا لخطئ ما تسبب فى خروج نتيجة التحاليل
الخاصة بهم إيجابية ، مؤكدين أن هناك فرق كبير بين من يعاني من أمراض مزمنة مثل السكر أو الضغط أو الكبد ومنعته ظروفه المرضية من حضور التحاليل فى اليوم المحدد ،
وبين من يتعمد الامتناع بالفعل لتعاطيه المخدرات.
ويؤكد بعض القانونيين ، أن القانون ٧٣ لسنه ٢٠٢١ الذى
يعرض الموظف للفصل بدون انذار لمجرد نتيجة
تحليل ربما تكون خاطئة ، يخالف المعايير
الدولية لحقوق العامل؟ ومنظمه العمل الدولية (ILO)
تؤكد على الحق في الخصوصية والسرية الطبية ، وشددت على أهميه التدرج
في العقوبة قبل الفصل ، مع حتمية اشراك الموظف
ومعرفته بحقوقه وفتح تحقيق التركيز على العلاج والدعم النفسي قبل
العقاب.
الجدير بالذكر ، أن النائب إيهاب منصور عضو مجلس النواب
تقدم بطلب إحاطة ، يتضمن تضرر 150 حالة تم فصلهم من عملهم بسبب صدور نتائج تحاليل
المخدرات الخاصة بهم إيجابية ، وأن جميعهم لديهم تظلمات متنوعة حول نتيجة تلك
التحاليل ، وأكد النائب أنه لا يجزم بصحة هذه الوقائع المقدمة له ، ولكنه يطالب أن يقدم صندوق الإدمان ما لديه ويرد على هذه
الحالات المرفقة بالأسماء فى طلب الإحاطة ، حتى لا يتعرض أحد منهم للظلم فى هذا
الشأن.