google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

المرأة العنيدة


إيناس المتمردة



بقلم – محمد مقلد



عدت بالأمس للمنزل فى وقت متأخر بعض الشئ على عكس عادتى ، مما اضطرنى لمشاهدة فيلم " العذاب امرأة " من إخراج المبدع أحمد يحيى ، وبطولة الفنان القدير محمود ياسين وفتاة الفوازير " نيلى " ، التى جسدت شخصية المرأة العنيدة " إيناس " بإتقان كبير ، والتى تعتز بنفسها لأقصى درجة ، يسيطر عليها العناد والكبرياء والتمرد  بصورة دفعتنى إلى أن استكمل الفيلم حتى نهايته.

 

فشخصية إيناس فى هذا الفيلم ، تتمتع بقدر من الجمال والأناقة وتتحدث بأسلوب الطبقة الأرستقراطية ،  مما أثر بشكل واضح على تركيبتها النفسية ، وجعلها تشعر وكأنها المرأة الوحيدة على هذه الأرض ، تفعل أى شئ مهما كانت نتائجه من أجل أن تثبت للجميع أنها ملكة متوجة على العرش  وجميع من حولها رعية يعملون تحت إمرتها.

 

  فانعكست تلك الطباع على علاقاتها مع الآخرين ، لدرجة أنها بتمردها وكبريائها  دفعت زوجها الدكتور جلال الذى جسد شخصيته العبقرى محمود ياسين ، إلى فقدان الذاكرة ، بعدما نسجت من وحى خيالها قصة وهمية دفعته يشك فى نسب ابنه الوحيد له حتى فقد الدكتور جلال ذاكرته ، وكاد نجلها يفقد حياته بسبب هذا التصرف الغير مسئول ، وكل ذلك من أجل أن ترضى كبريائها بغض النظر عن نتائج تصرفها هذا.

 

ومع مرور الأحداث ظهر الوجه الحقيقى لإيناس ،  لاسيما بعدما أيقنت أنها اتخذت قرارات متسرعة وحكمت على بعض الأمور من وجهة نظر شخصية سيطر عليها التمرد والكبرياء ، ولاسيما بعدما أوهمت نفسها أن هناك علاقة بين زوجها الدكتور جلال مع الدكتورة ليلى الذى جسدت شخصيتها الفنانة صفية العمرى ، لمجرد أنها تعمل معه فى مستشفى واحد ، وهى علاقة غير موجودة فى الأصل على أرض الواقع ، ولكن تركيبة أيناس النفسية أوهمتها بتلك العلاقة ، فاتخذت قرارها بهدم المعبد على رؤوس الجميع.

 

هذا الوجه الحقيقى التى بدت عليه  " إيناس " ولأول مرة منذ بداية الفيلم ، وهى نادمة على تصرفاتها العشوائية ، جعلت دموعها على خديها تتمايل لتزيل معالم المكياج من وجهها ، وتخلع عنها قناع التمرد والكبرياء ، لتضع قناع شخصيتها الحقيقية ، تلك الشخصية التى قررت الإفراج عن  الصفات الحميدة التى حكمت عليها بالسجن وراء قضبان التمرد والغرور ، فبدت وهى تحاول أن تساعد فى حل كل المشاكل المعقدة التى تسببت فيها بتسرعها وتسلط شخصيتها المعقدة عليها.

 

قصة هذه الفيلم بالفعل من القصص التى جسدت نوعية معينة من النساء اللاتى تركن أنفسهن تتحكم فيهن بصورة مبالغ فيها ، تجعلهن بمرور الوقت يفقدن شخصياتهن الحقيقية ، ويتقمصن دور شخصيات غريبة عنهن وعن طباعهن وصفاتهن ، وتستمر تلك الشخصيات النفسية الجديدة تسيطر عليهن وتحكم قبضتها على تصرفاتهن وتعاملهن مع الآخرين والأحداث اليومية التى تمر عليهن.

 

 علماء النفس أكدوا ، أن المرأة المتمردة العنيدة ، هي الشخصية التي تحمل قدراً كبيراً من الإصرار في حياتها في مختلف الأمور، فهي شخصية لا تتخلى عن معتقداتها وأفكارها في معظم الأوقات ، فهي شخصية مزعجة بالنسبة للطرف الآخر، كما أن الوقوع في حب امرأة عنيدة قد يكون أمراً صعبًا بعض الشيء، فعادة ما تكون نسبة العناد أكبر عند النساء من الرجال ،  ولذلك يجب مراعاة بعض الأمور في التعامل معها.

 

وأوضح علماء النفس أن المرأة المتمردة ، من الشخصيات التي لا تتقبل نهائياً أي نوع من أنواع النقد ، حتى ولو كان نقداً بناءً ، فهي تجد نفسها شخصية مثالية ، ونادراً ما تعترف بالأخطاء التي ترتكبها ، كما أن تلك النوعية من النساء العنيدة يكون لديها إرادة  قوية للغاية ، وعندما تقرر الوصول إلى شيء تؤمن به ، فليس من السهل عليها الاستسلام إزاء الوصول لأهدافها ، وتحب المرأة العنيدة الجدال والنقاش ، فهي لا تتوافق مع كلام الشخص الآخر، ودائماً تحب أن تكون الطرف المعترض المعاكس دوماً.

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف