كتب – محمد مقلد
مع
تصاعد الضربات الإيرانية خلال الساعات الأخيرة واستهداف منشآت حيوية في العمق
الإسرائيلى بفعل الصواريخ البليستية ، بدا الخوف يسيطر على الشعب الإسرائيلى ، حتى
وصلت الأمور إلى وجود تظاهرات داخل بعض المدن الإسرائيلية نفسها ، يظهر من خلالها
توسلات من الإسرائيليين لإيران لوقف الحرب ، وصبت تلك الأصوات جام غضبها على رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو ، فضلاً عن ظهور تفوق واضح في الحرب السايبرية أو
الإلكترونية بين الطرفين لصالح إيران.
 |
| حشود الإسرائيليين تتوافد على معبرى طاب ومناحم بيجن للهرب من الحرب |
المخاوف
الإسرائيلية بعد أن تواصلت الضربات الإيرانية للعمق الإسرائيلى دفعت أعداد كبيرة من
الإسرائيليين للفرار من داخل إسرائيل لدول أوروبية وأمريكية ، عبر معبرى طابا
البرى ومناحم بيجن على الحدود مع مصر ، واستخدام مطار شرم الشيخ للهرب من جحيم
الحرب ، لاسيما بعدما أغلقت السلطات الإسرائيلية مطار بن غوريون بشكل نهائى.
جاءت تلك الخطوة بالتزامن مع نجاح إيران عن طريق
رشقة صاروخية باستهداف منطقة "باريس سكوير Paris Square" في مدينة حيفا المحتلة ، وهى التى تضم
برج الشراع أو ال Sail
Tower
الشهير ، والذى يعتبر من أطول المبانى في مدينة حيفا ، ويجاوره عدد من المنشآت
اليهودية الحيوية ، بجانب استهداف مبنى قناة 14 الإسرائيلية.
دقة
الضربات الإيرانية وتفوقها بصورة ملحوظة في استهداف مواقع ومناطق حيوية داخل
إسرائيل ، يكشف بما لا يدع مجالاً للشك نجاح إيران في الحرب السايبرية مع إسرائيل
والتى يطلق عليها الحرب الإلكترونية ، وتعتمد بالصورة الأكبر على شبكة الإنترنت ، ومن
هذا المنطلق قررت إيران قطع النت بشكل كامل عن جميع المدن الإيرانية لمنع التجسس
الإسرائيلى واستخدام تلك الشبكة في تحديد الأهداف الحيوية قبل قصفها بالطائرات ،
كما طالبت الحكومة الإيرانية من مواطنيها رغم قطع شبكة الانترنت مسح عدد من
البرامج والتطبيقات من هواتفهم وعلى رأسها تطبيق " الواتساب " بعدما
تبين أن إسرائيل تستغل هذا التطبيق في التجسس وتحديد المواقع الحساسة والحيوية قبل
استهدافها بسلاح الطيران.
كما
كشفت بعض المصادر ، أن إيران لديها تحالف قوى يحمل جنسيات مختلفة من بينهم صينيون
وباكستانيون ، كونوا فيما بينهم جيش إلكترونى قوى لمواجهة التكنولوجية الإسرائيلية
والتى تستخدمها بصورة كبيرة في تلك الحرب ، ونجحت تلك الكتيبة في اختراق أماكن
حيوية داخل إسرائيل ، مما ساهم بصورة جلية في دقة الضربات الموجهه من إيران
لإسرائيل.
ومن الخطوات التى اتخذتها إيران والتى أثرت بشكل واضح
على قدرة الجيش الإسرائيلى خلال تلك الحرب ، تكثيف الحكومة الإيرانية من جهودها
لتتبع الجواسيس لصالح إسرائيل داخل إيران ، ونجحت خلال الأيام الأخيرة في تفكيك عدد من شبكات التجسس
التى تعمل لصالح الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية ، والقبض على عناصرها ، الأمر
الذى ساعد في تراجع كفاءة الأجهزة الاستخباراتية في إسرائيل في الساعات الأخيرة
للحرب.