google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

لبيك ربى




بقلم – محمد مقلد



الأنبياء والرسل اصطفاهم الله تعالى من بين بنى البشر لتوصيل رسالة محددة على الأرض تقضى بنشر تعاليم الإسلام ، وتعميم المحبة والسلام بين ذرية آدم عليه السلام ، ومع ذلك هناك عبيد لله تعالى ينتقيهم وتقع إرادته ومشيئته عليهم ليضع على عاتقهم رسالة محددة ، منوط بهم القيام بها على الأرض فى محيط البيئة التى يتعايشون فيها ، ومن هنا تبدأ إشارات كونية تحاصر هؤلاء الذين انتقاهم رب الكون لتلك المهام المفروضة عليهم ، والتى تقوم فى الأساس على محاولة تعديل الأوضاع والأخلاق التى تخالف المبادئ والتقاليد ، ونشر الود والمحبة بين المتعايشين معهم فى نفس البيئة.

 

و فى بداية الأمر لا يتفهم المختارون من الله تعالى لتلك الرسائل الربانية ، حقيقة وضعهم والمهمة الكونية الملقاة على عاتقهم ، فيبحثون بكافة الطرق على إنكار ذلك ، وهم يتساءلون بينهم وبين أنفسهم ، من نحن حتى يكرمنا الله كل هذا التكريم ؟ وما هو رصيدنا عنده تعالى حتى يقع اختياره علينا لتلك المهمة ؟  فهم على يقين كامل أن حياتهم السابقة قبل اكتشاف مهمتهم الربانية ، كانت مليئة بالسيئات والأفعال المشينة ، والتصرفات التى تتنافى بشكل واضح مع حقيقة التدين بمعناه العميق ، ويصرون على تكذيب كل ما يتعرضون له من أحداث غريبة تحاول أن تقنعهم أنهم فى مهمة محددة لابد من إنجازها.

 

ويمنح الله تعالى هؤلاء المصطفون بعض الإشارات والرسائل الكونية  ليؤمنوا بدورهم الحقيقى ، من بينها على سبيل المثال أن يجعلهم أشخاص زوهريين يختلفون عن غيرهم ، ويضع فى أجسادهم علامات غير متواجدة داخل أى إنسان إلا هم فقط ، علامات غريبة نادراً ما تجدها فى أجساد البشر ، ويميزهم الله تعالى بالقدرة على قراءة بعض الأحداث المستقبلية بطرق مختلفة ، حتى يصل بهم الأمر إلى الخوف من أنفسهم ، ومن قراءة أحداث حزينة للمستقبل ، ورؤيا خلال نومهم تتحقق لا محالة ، ومع ذلك يصرون على موقفهم بأنهم ليسوا مختارين من الله تعالى ليكونوا سبباً فى محاولة نشر السلام والمحبة على الأرض ، ويتمسكوا بصورة كبيرة بالتمتع بالواقع المادي الذى يزين حياتهم ، مع أنه عالم كرتونى زائل لا محالة . 

 

هذا الرفض ربما يدفع بهم وبأمر من الله تعالى  إلى الدخول فى علاقة إلاهية قدرية ، مراحلها صعبة وشاقة لدرجة لا يتحملها البشر ، كل مرحلة منهم أصعب من المرحلة السابقة ، يتخلل كل مرحلة تفاصيل وأحداث مختلفة عن غيرها ، ويعيش هؤلاء فى تلك التجربة أيام سوداء وليالى مظلمة للغاية ، تتألم خلالها الروح ويأن القلب والطاقة تنفذ بصورة مرعبة تأخذ الجسد إلى طريق تشعر معه وأنك ميت على الأرض رغم أنك ما زلت على قيد الحياة ، وتتكالب عليك الرسائل الكونية التى تؤكد لك طبيعة ما أنت فيه وتعيشه بالفعل ، فى عالم لا يمت لواقع الحياة المادية بأى صلة ، ومهما فعلت لن يصدقك أحد ومن الممكن أن يتهموك بفقدان عقلك ، فعليك أن تحتفظ بهذا الأمر لنفسك ، فهم وللحقيقة لهم الحق فى تكذيبك  فالأمر بالفعل غريب ويصل لحد الخرافة أمام أى إنسان.

 

وكلما حاول هؤلاء إنكار تلك التجربة الإلهية ، عاقبهم الله تعالى بكارمات تتزايد حدتها كلما استمروا فى الإنكار وعدم الرضوخ للرسائل الكونية التى تحاصرهم وترسم لهم الطريق الذى لابد لهم أن يسلكوه دون تردد أو حتى اعتراض ، والأخطر فى هذا الأمر ، أن الكارما من الممكن أن تكون صعبة وتأخذ معها عزيز عليهم من المستحيل تعويضه ، ووقتها لن ينفع الندم ، فالله تعالى لا أحد يقوى على وجه الأرض أن يعارض مشيئته ، ولابد أن تستسلم للطريق الذى فرضه عليك ، لأنه فى النهاية لا مخرج منه إلا بالوصول للمرحلة الأخيرة ، التى تجعلك لا ترى إلا الله ولا تحب غيره وتزهد الدنيا وما عليها من أمور مادية لا جدوى منها.

 

وعندما يصل هؤلاء لتلك المرحلة ، وتتم الرحلة بنجاح بتنقية أرواحهم ، وتهذيب أنفسهم ، يؤمنون وقتها بأنهم يعيشون جنة الله تعالى على الأرض ، وينظرون لكل ما حولهم بنظرة الغير مكترس بأى شئ ،  لا يؤثر فيهم متاع الدنيا أو زخارف الواقع الزائل ، وتبدأ مهمتهم فى نشر المحبة والسلام بين المحيطين بهم قدر المستطاع مهما كانت الصعوبات والمعوقات التى سيتعرضون لها  ، وهنا يبدأ الله تعالى يكافئهم على تحملهم كل العذاب والآلام والأيام والليالى السوداء التى مروا بها ونالت من أرواحهم وطاقتهم وصحتهم وأعمارهم بصورة قاسية لا يعلم مداها إلا هم وفقط ، والمكافئة هنا يقدرها الله وحده ويحددها كيفما يشاء.


 

لذلك إذا كنت محظوظ  لا تعاند وقل " لبيك ربى "    

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف