كتب – محمد مقلد
فى خطوة غير مدروسة من الحكومة الإسرائيلية ، بدأ
بنيامين نتنياهو وزير رئيس الوزراء الإسرائيلى ، استغلال الغاز كوسيلة ضغط على مصر، فى ظل إلحاح القيادة المصرية بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة بقطاع غزة ، حيث
خرج موقع " كيبا " الإسرائيلى بتصريح مؤخراً لنتنياهو ، قال فيه ، أنه
سوف يعيد اتفاقية الغاز مع مصر فى ظل الخروقات المصرية لمعاهدة السلام.
![]() |
| غدعون ساعر وزير خارجية إسرائيل |
تأتى مزاعم إسرائيل بالتلويح بتجميد صفقة الغاز مع مصر ،
لوجود انتهاكات مصرية للملحق العسكري
لمعاهدة السلام ، منها تعزيز تواجد القوات المصرية في سيناء ، فيما أعلن خبراء
اقتصاديين ، أن الغاز يشكّل فقط ١٥٪ من استهلاك مصر، ولا يؤثر على الأمن
الطاقي المحلي، بل كانت إسرائيل المستفيدة الأكبر لأنه يتيح لها التصدير لأوروبا
عبر مصر.
وأرجع خبراء
سياسيين ، تهديد إسرائيل ، إلى عدة أسباب رئيسية ومن بينها محاولات مصر لإقامة
دولة فلسطينية فى قطاع غزة ورفضها القاطع مسألة تهجيير الفلسطينيين من أرضها ، هذا
بخلاف ، أن العرض العسكري المصرى الصيني الذى تم مؤخراً فى سيناء ، أصاب إسرائيل
بالرعب ، لاسيما وأن العرض كشف عن الثالوث
النووي ، وأنظمة صـاروخية متقدمة، ما يعزز موقع مصر عبر التحالف مع الصين.
ومن ناحية أخرى دخلت إسرائيل فى عداءات مع عدد من الدول
الأوروبية والتى أعلنت اعترافها بضرورة إقامة دولة فلسطينية فى غزة ، ومن بينها
دولة بلجيكا ، حيث خرج غدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلى ، بتصريحات عبر مقابلة
مع صحيفة " سود إنفو " قال من خلالها ، إن قرار بروكسل الاعتراف بدولة
فلسطينية "قرار غريب" لأن قيامها لا يتوقف على بلجيكا بل على حكومة
إسرائيل في أورشليم القدس.
وأكد ساعر ، أن إسرائيل لا تعتزم إقامة دولة فلسطينية
"إرهابية"، حسب وصفه ، مشيراً
إلى أن إسرائيل جربت ذلك قبل 20 عامًا ، عندما انسحبت من غزة، وفككت جميع المستوطنات
، و جميع القواعد العسكرية ، ووصلت الأمور
حسب كلامه لنقل القبور من المقابر, فكانت النتيجة نشوء أخطر كيان إرهابي في العالم
، فنحن لن نكرر التجربة، لقد تعلمنا الدرس.
وفى تصريحات أخرى لساعر ، هاجم خلالها الرئيس الفرنسى
ماكرون ، حيث قال ساخراً ، ماكرون مهتم جدًا بتأشيرات مسؤولي السلطة الفلسطينية
إلى الولايات المتحدة ، هذا ما يُبقيه
ساهرا ليلًا ، لكنه لا يحتج على التحريض
المستشري في المنهاج التعليمي الفلسطيني ضد إسرائيل واليهود ، كما أنه لا يعترض على الأموال التي تحولها
السلطة الفلسطينية إلى الإرهابيين وعائلاتهم ، وكلما كان العمل الإرهابي أشد ضراوة ، كانت
المكافأة التي تدفعها السلطة الفلسطينية أكبر.
وتابع ساعر ، أن ماكرون يحاول التدخل الخارجي
في نزاع ليس هو طرفًا فيه، وبطريقة منفصلة تمامًا عن ارض الواقع بعد السابع
من أكتوبر ، ماكرون يقوض استقرار المنطقة بأفعاله ويجرّ النظامين الإقليمي والدولي
نحو خطوات أحادية ، وأفعاله خطيرة، ولن تجلب لا السلام ولا الأمن.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون طلب زيارة إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد
بالرفض بدعوى أن الوقت غير مناسب.
وكان الرئيس
الفرنسي قد أعلن في وقت سابق أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال
اجتماعات الجمعية العامة التي ستُعقد من 9 إلى 23 سبتمبر الحالي، وبعد ذلك أعلنت
أكثر من 12 دولة غربية أنها ستحذو حذو فرنسا، أبرزها أستراليا وبريطانيا وكندا ، وأدى
إعلان ماكرون إلى انتقادات إسرائيلية تجاه فرنسا، في حين أصرّ الرئيس الفرنسي على
موقفه ودافع عنه.
