بقلم – محمد مقلد
بعينان تلمعان أخذ ينظر إليها ، ثلاثون عاماًً مرت على أول لقاء جمع بينهما ، تعلقه بها يفوق تعلق عاشق بمعشوقته ، نظراته
هذه المرة مختلفة ، انتابها القلق ، شعرت بكلمات تدور حول ذهنه ، أصابتها بالخوف والرهبة ، أنه الفراق يطرق
أبواب وجدانه ، عادت لتماسكها ، مستحيل أن يستغنى عنى بتلك السهولة ، فأنا رفيقة
دربه ، أنا السند ، أنا ملجأه الوحيد لأخفف عنه همومه وأحزانه ، أنا من ساعدته على
فك طلاسم المشكلات التى واجهته ، أنا من تمسكت به وفضلت أن أكون بجانبه وقتما تخلى
عنه الجميع ، لا من الصعب أن يستكمل حياته
بدونى.
كلماتها ترتدى ثوب الثقة والكبرياء والغرور ، كلمات أغضبته وأخرجته عن
شعوره ، لا أنا لست عبداً لكِ ، وكيف أكن عبداً لمن تباع وتشترى ، وعقب كل لقاء
بيننا أدهسك بأقدامى ... أغضبتها كلماته القاسية ، فصرخت فى وجهه ، نعم تدهسنى
بأقدامك ولكنك تعود لتعانقنى بشفتيك ، وأنفاسك تحتضن أنفاسى فى لهفة وشوق ، أنا
قطعة منك ، أسبح فى دمائك ، أغوص فى أعماقك ، أشعر بك ، أخفف عنك ، أنت واهم ،
تحاول أن تقنع نفسك أنك بالقوة التى تسمح لك أن تبتعد عنى وتكتب السطر الأخير فى
علاقتنا التى امتدت لسنوات.
يبدو أن عقلك توقف عن التفكير ، تذكر عندما كنت أبتعد عنك ، تتحول لمجنون
يدور حول نفسه يبحث عنى فى كل مكان ، اشتياقك بركان يظل ثائر ولا يهدأ حتى أرضى عنك وأتنازل
عن كبريائى وألتقى بك ، فتعود لك الحياة ، وترتسم الابتسامة على وجهك ،
ويرقص قلبك فرحاً لرؤيتى ، فأنت بدونى جسد
بلا روح ، عقل تائه ، إنسان مشتت فقد توازنه ، أنا من قال عنى الشاعر
فليت فاتنتي ما أعطت القبل ،،، لعاشق ليس في
تقبيلها له البخل
ممشوقة الساق
بيضاءٌ و ملهبة ,,, لقلب عاشقها نار لها سُعْر.
نظر إليها وبكلمات ساخرة ، ألم تعترفى أمامى أنك بلا قيمة ولكِ
سعر مثلك مثل غيرك من السلع التى تباع وتشترى ، ففراقك ليس درباً من الخيال كما
تظنين ، سأكسر غرورك هذا ، وأنال من كبريائك وثقتك الواهنة ، أياكى أن تعتقدى أنك
أمتلكتينى ، فوجودك بجانبى بإرادتى أنا ، والاستغناء عنكِ قرار أتحكم فيه وفق
رغبتى وحدى.
تعالت أصوات ضحكاتها بنبرات تعزف ألحان الغرور ، لا تنس يا رفيق القلب ،
أننى أعرف أدق أسرارك وكل ما تخفيه عن
الناس ، تذكر أنك وضعت ثقتك بى وكنت تفتح
قلبك لى ، وتبوح بكل شئ يخص تفاصيل حياتك أمامى ، وإذا فكرت أن تتركنى سأعلن ما
تخفيه وأفتح كتاب أسرارك أمام الجميع ،
أرجع لنفسك وأعترف أننى معشوقتك التى تذوب فيها حباً ، لا تكابر ودعنا
نستكمل حياتنا سوياً ، فقد ربط القدر بيننا لنهاية المشوار ، فنظر إليها بعينان تعكس
الإصرار والتحدى ، وهو يهمهم بينه وبين نفسه ، من يضحك أخيراً يضحك كثيراً أيتها المغرورة المتكبرة.
فعلاً ملعونة أنت أيتها السيجارة المغرورة.