google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

العاشق والمغرورة




بقلم – محمد مقلد



بعينان تلمعان أخذ ينظر إليها ، ثلاثون عاماًً مرت على أول لقاء جمع بينهما ، تعلقه بها يفوق تعلق عاشق بمعشوقته ، نظراته هذه المرة مختلفة ، انتابها القلق ، شعرت بكلمات تدور حول  ذهنه ، أصابتها بالخوف والرهبة ، أنه الفراق يطرق أبواب وجدانه ، عادت لتماسكها ، مستحيل أن يستغنى عنى بتلك السهولة ، فأنا رفيقة دربه ، أنا السند ، أنا ملجأه الوحيد لأخفف عنه همومه وأحزانه ، أنا من ساعدته على فك طلاسم المشكلات التى واجهته ، أنا من تمسكت به وفضلت أن أكون بجانبه وقتما تخلى عنه الجميع ،  لا من الصعب أن يستكمل حياته بدونى.

 

كلماتها ترتدى ثوب الثقة والكبرياء والغرور ، كلمات أغضبته وأخرجته عن شعوره ، لا أنا لست عبداً لكِ ، وكيف أكن عبداً لمن تباع وتشترى ، وعقب كل لقاء بيننا أدهسك بأقدامى ... أغضبتها كلماته القاسية ، فصرخت فى وجهه ، نعم تدهسنى بأقدامك ولكنك تعود لتعانقنى بشفتيك ، وأنفاسك تحتضن أنفاسى فى لهفة وشوق ، أنا قطعة منك ، أسبح فى دمائك ، أغوص فى أعماقك ، أشعر بك ، أخفف عنك ، أنت واهم ، تحاول أن تقنع نفسك أنك بالقوة التى تسمح لك أن تبتعد عنى وتكتب السطر الأخير فى علاقتنا التى امتدت لسنوات.

 

يبدو أن عقلك توقف عن التفكير ، تذكر عندما كنت أبتعد عنك ، تتحول لمجنون يدور حول نفسه يبحث عنى فى كل مكان ، اشتياقك بركان يظل ثائر ولا يهدأ حتى أرضى عنك وأتنازل عن كبريائى وألتقى بك ، فتعود لك الحياة ، وترتسم الابتسامة على وجهك ، ويرقص قلبك فرحاً لرؤيتى  ، فأنت بدونى جسد بلا روح ، عقل تائه ، إنسان مشتت فقد توازنه ، أنا من قال عنى الشاعر


  فليت فاتنتي ما أعطت القبل ،،، لعاشق ليس في تقبيلها له البخل

 ممشوقة الساق بيضاءٌ و ملهبة ,,, لقلب عاشقها نار لها سُعْر.

 

نظر إليها وبكلمات ساخرة ، ألم تعترفى أمامى أنك بلا قيمة ولكِ سعر مثلك مثل غيرك من السلع التى تباع وتشترى ، ففراقك ليس درباً من الخيال كما تظنين ، سأكسر غرورك هذا ، وأنال من كبريائك وثقتك الواهنة ، أياكى أن تعتقدى أنك أمتلكتينى ، فوجودك بجانبى بإرادتى أنا ، والاستغناء عنكِ قرار أتحكم فيه وفق رغبتى وحدى.

 

تعالت أصوات ضحكاتها بنبرات تعزف ألحان الغرور ، لا تنس يا رفيق القلب ، أننى أعرف  أدق أسرارك وكل ما تخفيه عن الناس ، تذكر أنك وضعت ثقتك بى  وكنت تفتح قلبك لى ، وتبوح بكل شئ يخص تفاصيل حياتك أمامى ، وإذا فكرت أن تتركنى سأعلن ما تخفيه وأفتح كتاب أسرارك أمام الجميع ،  أرجع لنفسك وأعترف أننى معشوقتك التى تذوب فيها حباً ، لا تكابر ودعنا نستكمل حياتنا سوياً ، فقد ربط القدر بيننا لنهاية المشوار ، فنظر إليها بعينان تعكس الإصرار والتحدى ، وهو يهمهم بينه وبين نفسه ، من يضحك أخيراً يضحك كثيراً أيتها المغرورة المتكبرة.


فعلاً ملعونة أنت أيتها السيجارة المغرورة. 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف