google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أدينى الحقنة بسرعة

 

أدينى الحقنة بسرعة


فاهم أفندى


محروس البقال بيدعى ربنا وهو بيفتح دكانه الصبح ، " يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم " فإذا به صديقه فاهم أفندى يمر من أمامه وهو يغنى " أدينى الحقنة بسرعة أرجوك محتاجة الجرعة " ، محروس أندهش وقال لنفسه ، أظاهر كده فاهم دماغه ضربت على الصبح ، وفضل ينادى عليه ، وفاهم ولا هو هنا كان مشغول بالأغنية ، محروس سكت وقال ، لما يرجع من شغله ، أشوف أيه اللى حصله.

 

محروس كان منشغل بالبيع للزبائن ، فلمح صديقه فاهم أفندى عائد من عمله وهو يغنى نفس الأغنية  " أدينى الحقنة بسرعة أرجوك محتاجة الجرعة " ورفع يديه ليسلم عليه وهو منشغل بترديد الأغنية ، قال لنفسه لأ ، ده كده فاهم فى حاجة ، وبصوت جهورى قال للزبائن ، خلاص كده شطبنا ، وأغلق الدكان ليلحق بصديقه ، ففوجئ به يرقص داخل المنزل وهو يغنى بصوت عالى " أدينى الحقنة بسرعة ، أرجوك محتاجة الجرعة"

 

محروس وقف أمام صديقه وقاله ، مالك يا فاهم في أيه من الصبح وأنت بتغنى الأغنية دى وعمال تضحك ، أيه الموضوع ، فاهم بص لمحروس وهو مبتسم ، وقاله ، أقعد بس يا محروس وأنا أقولك ، أنت عارف المثل اللى بيقول " شر البلية ما يضحك " قاله طبعاً عارفة ، وده دخله أيه فى حالتك دى ، فرد عليه فاهم ، دى مش حالتى أنا ، ده صديق حكى ليه حكاية غريبة يا أخى ، ومن ساعتها وأنا متأثر بيها وعمال أغنى الأغنية دى زى ما أنت شايف كده.

 

محروس صمت للحظة ، وقاله حكاية أية ما تقولى ، فرد عليه فاهم ، الأول  أدخل أعملنا كوبيتين شاى وتعالى أقولك عشان الكلام يحلى ، محروس عمل الشاى ، وقال لفاهم ، أيه بقه الحكاية يا عمنا ، قاله بص يا سيدى ، أنا ليه صديق غريب فى طباعه بعض الشئ ودى قصة طويلة ملهاش لازمة دلوقتى ولا هتهمك فى حاجة ،  ولن يستوعبها عقلك من الأساس ، عموماً صديقى ده على خلاف مع مسئول نرجسى ، يعنى من الأخر متعرفش أن كان راجل ولا ست ، الخلافات بينهم بسبب أن المسئول ده مفيش حاجة غلط معملهاش من مخالفات مالية وظلم وتصرفات لا يقبلها العقل والمنطق ، يعنى ببساطة كده خربها على الآخر ، وصديقى ده كان السبب فى أنه كشف كل هذه الألاعيب.

 

طبعاً يا محروس استخدم معاه كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة لأذيته ولكنه لا يعرف أنه مختلف ، وكل الألاعيب يكشفها ويبطل مفعولها بمساعدة الله تعالى ، صديقى ده طول باله لدرجة كبيرة عليه وفضل يحاول يعدل منه بالطرق السلمية ولا حياة لمن تنادى يا محروس ، ما هو نرجسى بقه ، الكبرياء والغطرسة الكدابة مسيطرين عليه ، وفى الفترة الأخيرة بدأت الحلقة تضيق بصورة كبيرة على هذا النرجسى ، والجميع عرف حقيقته وانكشفت أمامهم كل ألاعيبه من سهوكة ودموع أونطة ، وانخلع عنه ثوب المظلومية الذى يرتديه بالكدب لكسب تعاطف الناس من حوله ، حتى أصبح مفضوح أمام الجميع.

 

صديقى ده يا محروس ، جه فى وقت كده وقرر أنه يبعد عنه ويخليه فى حاله ، لكن هتقول أيه بقه ، مينفعش النرجسى يقعد ساكت ، وقرر صديقى يفتح بقه كل الملفات والمرة دى أصر على كشفه بالأدلة واللى يحصل يحصل ، وزى ما بيقولوا كده اللى غلط يتحاسب ، وفى الوقت ده حصل على مستندات مالية فضيحة ، عارف أنت يا محروس واحد يبقه مثلاً حرامى وأهبل ، هو ده بالظبط ، وبدأ صديقى يعمل مقارنات بين السابق والحالى ، فاكتشف ألاعيب غريبة و فضايح فعلا تودى النرجسى وكل من اشترك معه فى ستين داهية.

 

وخلاص يا محروس قرر صديقى فضحهم وجهز كل شئ وقبل ما يكشف كل حاجة بيوم واحد عرف النرجسى ، وعلى وجه السرعة استدعى شلة الأنس ، البطانة السوء ، ومعظمهم طبعاً ستات والعياذ بالله منهم ، واتنين منهم قعدوا مع النرجسى ده ، وطفوا الأنوار ونكشوا شعرهم زى العفاريت  ، وركزوا بنظرهم للسقف ، وهم يرددون ، " فكر يا كبير " ، " فكر يا كبير " ، فطلعت واحدة منهن زى الخازوق ، وهى تصرخ ، لقيتها ، فكرة جهنمية هتخلى الكل يتعاطف مع النرجسى ، وصاحبى ده طبعاً قلبه يحن ويوقف أى حاجة.

 

فاهم سكت شوية ، فإذا به محروس يصرخ فى وجهه وبعدين يا فاهم سكت ليه ، فنظر له فاهم وهو يبتسم ، تخيل يا محروس الفكرة الشيطانية ، عمل تمثيلية أن النرجسى ده يتمارض ويبلع كام حباية تساعده ، ويجرى على مستشفى خاص ، ويبلغ الجميع أنه فى حالة خطرة ، وفعلاً يا محروس التمثيلة اتعملت ولكن المسلسل سقط من أول مشهد وانكشف الأمر ، وخرج طبيب ليفضح مخططهن ، ويكشف أن النرجسى أول ما وصل للمستشفى قال للدكتور " أدينى الحقنة بسرعة " واتفق معاه يدخله العناية عشان الدور يتسبك ،  بس جاءت الرياح عكس ما يشتهيه تماماً هذا النرجسى ورفاق السوء ،  وخرج الطبيب ليفضح كل التفاصيل ، فانصرف كل من جاء لزيارته وهم يضربون كفاً على كف من هذا المسلسل الهابط.

 

الغريب يا محروس إن فى بعض الشخصيات فعلاً كما أكد لى صديقى ، صدقوا فى البداية المسرحية الهزلية دى اللى مترضيش ربنا ، فعلاً مجموعة شياطين نسيوا  قول الرسول الكريم (لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا) ، محروس اندهش وسأل فاهم ، طب صديقك عمل أيه لما عرف ، فرد عليه فاهم ، ولا حاجة ، أظاهر هو كمان جاله مرض ومن ساعتها وهو بيغنى " أدينى الحقنة بسرعة " ، محروس انتفض من مكانه وقال لفاهم ، لما أرجع الدكان يا عم أشوف شغلى ، وهو يردد ، ده أيه اللى الواحد بيسمعه ده ، هو فى كده ، وبمجرد أن وصل لباب شقة فاهم لمغادرته ، بدأ هو الآخر يدندن " أدينى الحقنة بسرعة أرجوك محتاجة الجرعة "

 

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف