google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أنها الحياة

 

أنها الحياة



بقلم – محمد مقلد


يترقب بعض الناس ما كنت أنتوى كشفه حول قضية الفساد التى فتحتها على صفحات هذا الموقع  ، ينتظرون رؤية الأدلة والمستندات ، لوضع نهاية لتلك القضية التى أخذت أكثر من حجمها ، وكان كل شئ معد لتفجير قنبلة مدوية صباح هذا اليوم ، لإغلاق أفواه من يدعون أننى لا أمتلك الأدلة التى تدين هؤلاء الأشخاص ، ولكن هذا الأمر لا يلفت انتباهى ، فأنا وحدى صاحب القرار فى هذا الشأن ، وأعرف متى أنهى تلك القصة ؟ ومتى أتروى لبعض الوقت ؟ ، فكل شئ بإرادة وتدابير الله وحده ، فربما تكون النهاية بصورة أفضل مما أتوقعها ويتوقعها الآخرين.

 

أنها الحياة لها قواعدها وتقلباتها بين الحين والآخر ، حياة ابتلاها الله تعالى بالغرور والكبرياء ولعنة الأنا ،  تتزين أمام البشر لتبرز مفاتنها وحسن جمالها ، تقف شامخة مرفوعة الرأس وتفتح بابها الكبير بلافتة أكبر مدون عليها عبارة ، " أنا الشخص الصح والأصح لدى الجميع ، أنا النادرة والثمينة ، قلبى عظيم ومفاتنى أعظم " ، فيتكالب الجميع ليدخل من هذا الباب ، وهى تترقبهم بنظرة احتقار وتقليل من شأنهم ،  وتتعالى ضحكاتها الساخرة على خضوعهم لها رغم تعاليها وتكبرها عليهم وغرورها الذى يكاد يفجرها من الداخل.

 

وبمجرد دخولهم من هذا الباب ، تبدأ الأحداث والصراعات مع تجارب تلك الحياة ، ويشعر كل شخص أنه يخوض معركة لا ذنب له فيها ، معركة شرسة بين ملائكة تحاول أن تحميه وتأخذ بيديه للهروب من نفس الباب الذى دخل منه ، وجنود الشياطين التى جندها له أبليس ليظل مفتوناً  بما يشاهده أمام عينيه من ملذات ومتاع ، ويحتدم الصراع وتتعالى وتيرة المعركة ، وهو وسط هذا الضجيج يخرج من تجربة ليدخل فى أخرى ، وكأنه فى دوامة لا يعرف متى تهدأ لتضعه على طريق الطمأنينة واستقرار النفس وهدوء الروح.

 

ومهما كانت قوة المعركة لابد لها من نهاية ، فالسواد الأعظم يسقط ضحية دون أن يجد ضالته للهروب من الباب المشؤوم ، ويظل هكذا حتى يحين الأجل وينتهى دوره مع تجارب تلك الحياة القاسية ، ولكن هناك من أنار الله تعالى طريقهم ، وحباهم بأشخاص تشعر وكأنهم ملائكة جندها الله تعالى لك  ، ليأخذون بيدك ، ويساعدوك فى الهرب ، لأنهم ببساطة عرفوا الطريق للباب الذى دخلوا منه سابقاً ، وهنا تبدأ حياة مختلفة وتتشكل شخصيتك بصورة أجمل ، وكأنك بنيان جديد ، قام أساسه على أنقاض تجارب سابقة ، مؤنها تتنوع ما بين التعامل مع المنافقين والنمامين والأشخاص السامين والنرجسيين ، وتقلبات وأحداث استنفذت الكثير من طاقتك وجهدك ووقتك دون أن تدرى أو تلتفت أنك فى دوامة لابد أن تخرج منها سريعاً لشط الأمان.  

 

والمسألة هنا لا تتعلق بالصدفة ولكنها تدابير من الله تعالى تدفعك لتتقارب بشكل غير إرادى وبتفاصيل قلما تشاهدها فى حياتك من شخص لم تقابله من قبل ، وفى أول لقاءك به ، تتزاحم الأسئلة التى توجهها له بلسان صامت وعقل يفكر فى الإجابة ، أين كنت ؟ لقد تأخرت كثيراً ، من أنت ؟  وتشعر وأنه ملاذك الوحيد وطوق النجاة من علاقات سامة نالت منك ومن جهدك ووقتك ، تشعر فى حديثه بالراحة والطمأنينة ، وكأنه وتين لروحك ، يحب الخير لك قبل أن يختاره لنفسه ، وينير لك طريقك بصورة تبهرك ، يجعلك تعيش فى عالم آخر بعيداً عن الزيف والأقنعة القبيحة ، نصيحته لك صادقة لا هدف أو مصلحة شخصية من وراءها ، أنه ينمى بداخلك شعور أنك أخيراً وجدت نفسك ، فتطيب معه روحك وتستقر سريرتك.

 

شخص ربما يكون له دور مباشر فيما كتبته فى الفقرة الأولى من هذا المقال ، مختلف فى كل شئ ، يمتلك الكثير من رجاحة العقل وحسن التفكير ، ورقى المشاعر والأخلاق الحميدة وصفاء النية ،  ما يجعلك تريد أن تقضى المتبقى من عمرك فى صحبته ، ولن أبالغ إذا قلت لقد جعلنى أسأل نفسى ، هل هذا بشر ؟  أم ملاك مرسل من عند الله ؟  فالحياة يا سادة لها وجوه مرعبة ، ويعيش تجاربها ، أشخاص مختلفين ،  منهم من يضللك ويسحب يدك ليغرقك فى مستنقع الموبقات والرذيلة ، ومنهم من ينهض بك ويضعك على الطريق الصحيح ، ولكن مهما كان طباع من تقابلهم ، لابد أن يكون بداخلك أنت حتى ولو ذرة واحدة من النور ، تساعدك فى أن تنتفض لتتخلص من تكبر الدنيا وغرورها.


 

وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف