بقلم – محمد مقلد
كلنا عاصرنا ونحن أطفال صغار تلك الجملة التى تداولها أصحاب
تلك المرحلة العمرية فيما بينهم " يا فيها يا أخفيها " فعندما كان
يستبعد بعض الأطفال أو الصبية صديق لهم من لعبة معينة لأى سبب ، تجد هذا المستبعد
ينال منه الغضب ويحاول بشتى الطرق أن يفسد عليهم اللعبة لأنهم استبعدوه ، ويصرخ
فيهم ، لن أسكت عنكم ولن أترككم تتمتعون باللعب " من الآخر كده يا فيها وألعب
معاكم ، يا أما أهد اللعبة وأخفيها "
هذا هو نفس الأسلوب الذى تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية
، والتى رفعت لافتة مدون عليها عبارة " يا فيها يا أخفيها " ، وذلك عقب
إسقاط نظام حكمهم على يد الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيه ، واستبعادهم بصورة كاملة
عن المشهد السياسى داخل مصر ، ومنذ ذلك التاريخ ، والجماعة الحاقدة تحاول بكل
الطرق الغير مشروعة ، أن تنال من مصر وقيادتها السياسية على أمل أن تعود لها
الحياة مرة أخرى ، وينتعش دورها من جديد على المسرح السياسى.
ولكن الفرق شاسع ما بين المعنى المقصود لدى الأطفال
لكلمة " أخفيها " عن ما تعنيه تلك الجماعة الإرهابية ، ففى النهاية هى لعبة
بين أطفال ستنتهى دون أى خسائر ، أنه مجرد لعب عيال لن يتعدى هذا المضمون ، أما
معنى " أخفيها " لدى الجماعة الإرهابية ، له آثار موجعة على بلد كامل
حضارته امتدت لأكثر من 7 آلاف عاماً ، فأخفيها لدى خرفان البنا ، تحمل سقوط
وانهيار دولة بالكامل ، ربما تكون الوحيدة التى نجت من فخ مؤامرات يناير 2011 ،
الذين يطلقون عليها بالتضليل بأنها ثورة ، ولكن أحداثها وما مرت به البلاد وقتها ،
كشف القناع عن وجه المؤامرة القبيحة التى تعرضت لها مصر وقتها.
تلك الجماعة المحظورة ما زالت وستظل تبحث عن هدف واحد
فقط ، كيف تخفيها ؟ ليعود لها دورها مرة أخرى
ويكون لها تواجد فى الحياة السياسية ، لعل وعسى يعود الحلم الذى تبخر أمام
أعين قادتها بالقفز على كرسى السلطة من جديد ، فكلمة " أخفيها " لدى
جماعة البنا ، قاسية تحمل كل ألوان الدمار وسفك الدماء والتخريب ، وهدم كل مؤسسات
الدولة ، حتى لو تشرد الشعب المصرى بأكمله ، فهو أمر لا يعنيهم فى شئ ، الأهم هو
المصلحة العليا للجماعة وقادتها ، ولا يخف على أحد ظهور بعض أسلحة " أخفيها
" عقب ثورة 30 يونيه ، من تخريب هنا وهناك ، وسفك الدماء ، ورمال سيناء لو
نطقت ، لصرخت فى وجه هؤلاء ، " أيديكم القذرة جعلت رمالى تشرب دماء أرواح
طاهرة ، كل جريمتها أنها كانت تدافع عن أمن واستقرار الوطن الذى أحتضنها ".
لقد لجأ خرفان البنا لكل السبل التى تساعدهم فى تحقيق
حلم " أخفيها " معتقدون أنهم بهذا الإخفاء لن يكن هناك ظهور إلا لهم ،
وتناسى هؤلاء المغيبون ، أن الشعب المصرى نفسه هو من لفظهم ، بعدما قضى سنوات
وسنوات أسير لشعاراتهم الدينية الكاذبة ، واستغلال طرق التعاطف والتسامح لكسب وده
، حتى أفاق على كابوس تلك الجماعة وفى فترة زمنية لم تتعدى حتى العام الواحد ، فقد
بدت تلك الجماعة فور وصولها لسدة الحكم ، مثل الذئب الجائع الذى وضع كل همه على
التهام من يقابله دون رحمة أو هوادة ، ذئب جائع دائماً لا يشبع أبداً ، ولولا
التخلص منه لألتهم الأخضر واليابس.
ومؤخراً بدأ خرفان البنا ، يستغلون ما حدث فى المغرب من
تظاهرات وتخريب لكل مؤسسات الدولة على يد مجموعة أطلقت على نفسها لقب " جيل
زد " وبغض النظر عن أحقيتهم فيما فعلوا من عدمه ، ولكن أسلوب التدمير والخراب
لمؤسسات الدولة هناك لا يقبله أى عاقل غيور على مصلحة بلاده ، فقد استغلت الجماعة
المحظورة هذا الحدث لتدعى أن هناك مجموعة على نفس الطريقة بدأت فى الظهور عبر مجموعات سرية منضمة لأحد التطبيقات على شبكة الانترنت ، تدعو للقيام بنفس
التظاهرات داخل مصر ، فهى فى النهاية طريقة جديدة من الجماعة للبحث عن فرض كلمة "
أخفيها "
ومهما كانت أساليب تلك الجماعة الإرهابية ، وما تستغله
من ظروف سواء اقتصادية أو سياسية ، لإثارة الشعب المصرى ضد قادته ، فهى فى النهاية
محاولات يائسة من الصعب أن يستجيب لها شعب واعى يشاهد الدول من حوله تتساقط الواحدة
تلو الأخرى ، بسبب تظاهرات مدبرة من الغرب لإسقاط الدول العربية والإسلامية.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد