بقلم – محمد مقلد
أعيش هذه الأيام ، أفضل أيام حياتى على الإطلاق ، وأشعر بالفعل وكأننى
موجود وحيداً فى عالم آخر لا يتعلق من قريب أو بعيد بما يدور حولى ، ولا أشغل تفكيرى
بهذا أو ذاك ، وتفرغت بشكل كامل لأعمالى الكتابية حتى غرقت بين الكلمات ، لا أريد
أن ينقذنى أحد من هذا الغرق الممتع ، فقد تعلمت من أخطائى السابقة وتصالحت مع نفسى
بصورة كبيرة ، وندمت على ما ضاع من وقتى مع أشخاص لا يمثلون قيمة حتى لأنفسهم فى
هذه الحياة ، وأنار الله تعالى أمامى
الطريق السليم للحياة المستقرة بما فيها من سلام داخلى وراحة للنفس والروح ،
وتسامحت مع الجميع ، وقررت أن أبعد نفسى عن المهاترات ، وفوضت أمرى لله فى كل من
حاول إلحاق الأذى بى رغم أننى أستطيع أنا أدهسهم فى طريقى.
ومع هذا يبدو أن هناك من لا يريد الراحة لى وله ، ويحاول أن يثير غضبى بأفعاله
الغير مسئولة ، فهناك شخص مريض نفسياً ، تناول سيرتى بصورة لا أقبلها أمام أحد
الأشخاص ، والغريب أن الجميع بدأ ينتشر بينهم ما قيل فى حقى ، هذا الشخص الذى كشفت
أفعاله أنه لا يؤمن بستر الله تعالى ، والذى يستر عبده أكثر من مرة ولكن على ما
يبدو أنها شخصية لديها من الخلل العقلى الذى سيقذف بها فى بحر اللاعودة.
تلك الشخصية وبكل أسف ، وضعها الحظ السيئ فى منصب قيادى ، حتى أخرجت كل
عقدها النفسية على الجميع ، واستغل هذا الشخص منصبه أسوأ استغلال ، من استحلال المال الحرام ، وفرض الظلم على عدد كبير
من الأشخاص ، فضلاً عن أمور أخرى خارج نطاق المعقول ، لا أريد أن أتحدث عنها بأى
حال من الأحوال ، والغريب أن تلك الشخصية يومياً يصلنى مصيبة جديدة يكون بطلها ،
وأقابل ذلك كله بأن أقول لنفسى ، أنها صفحة وأنطوت لا أريد العودة لها ، وهناك
خالق لهذا الكون يمهل ولا يهمل ، ولكن أن تحاول تلك الشخصية أن تتحدث عنى بأى صورة
فلم ولن أقبل هذا تحت أى ظرف ، وأعتبر ذلك الإنذار الأخير وإذا تكرر هذا الأمر ، فأقسم برب
يوسف ستكون العواقب وخيمة ، حتى ولو كانت النتيجة فقد حياتى نفسها.
وحتى يتأكد هذا الشخص ، أننى أعرف كل كبيرة وصغيرة ، ومع ذلك آثرت الصمت ،
فأنا أعرف تفاصيل جزمة السيد الوزير والذى كان فى زيارة للمؤسسة التى يعمل بها هذا
الشخص ، وكانت هناك جزمة معينة خاصة بالوزير قضى بها الزيارة ، وعقب انتهاء
الزيارة حاول هذا الشخص السطو على جزمة الوزير ،
ولولا تدخل أحد المسئولين وتهديده بتصعيد الموضوع لكانت تلك الجزمة الآن بجوار
الأشياء التى تم السطو عليها من قبل عن طريق هذا الشخص الذى استحل كل شئ لنفسه.
ومنذ عدة أيام هاتفنى جزار مشهور وفوجئت به يطالبنى
بالتدخل لدى هذا الشخص لتحصيل مبلغ يقترب من الـ 30 ألف جنيه ، باقى قيمة لحوم قام
بشرائها منه خلال شهر رمضان الماضى ، وأن قيمة اللحوم التى تم شرائها منه خلال هذا
الشهر الكريم وصلت إلى 73 ألف جنيه ، عموماً حاولت أن أبعد نفسى عن هذا الأمر ،
وطلبت منه أن يتواصل مع المتعهد فى توريد مثل هذه السلع للحصول على حقه ، وكانت
المفاجئة أن المتعهد سدد المبلغ بالكامل ، مما يطرح السؤال ، أين ذهب هذا المبلغ ؟
أما الكارثة الكبرى ، أن شهر رمضان يتوقف فيه شراء تلك
السلع ، وهذا ما أكدته لهذا الجزار ، ولكن المفاجئة أنه حدد لى الأماكن التى كان
يرسل لها تلك اللحوم ، وأن معظمها كان يتم توصيله لمنزل هذا الشخص الغير
مسئول ، وبعيداً عن هذا كله ، تواصلت مع المتعهد بشكل غير مباشر ، فوجدته يكشف
أمور خطيرة لم يصدقها العقل ، ولكنى عرفت أن هذا المتعهد نفسه غير جدير بهذا العمل
وكل أعماله يشوبها أمور تدل على أنه تخصص فى النصب على أشخاص ومؤسسات يعمل معها ،
وتحت يدى ما يثبت صحة ما أقول.
بصراحة شديدة لقد شعرت ، أننى أشاهد أمامى مافيا للسرقة
والنصب ، وأشخاص تاهت ضمائرهم من أجل ملئ بطونهم بالحرام ، وأقسم برحمة من أنجبتنى
أن ما ورد بهذا المقال قطرة واحدة فى بحر فساد هؤلاء ، وكنت لا أتمنى أن أشغل نفسى
بتلك القضية على الإطلاق ، ولكن عندما يصل الأمر للنيل فى سيرتى بعدما اتخذت
القرار بأن أبتعد عن كل شئ ، فهنا لابد أن يكن لى وقفة حاسمة ، فأنا لم ولن أسكت فى مثل هذه الأمور حتى ولو وصلت النتيجة
إلى ما لا يحمد عقباه ، فالقضية بسيطة يا سادة ، فما عليكم إلا أن تبتعدوا عنى وتسقطونى من ذاكرتكم
بشكل كامل ، حتى لا نصل لنقطة لن يشفع عندها البكاء على اللبن المسكوب.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد