كتب – محمد مقلد
تؤمن الحكومة الإسرائيلية بشكل كبير ، أن المعركة
القادمة مع أعدائها سوف تعتمد بشكل كبير على سلاح جديد ، والمتمثل فى السوشيال
ميديا ومدى تأثيرها فى توجيه الرأى العام العالمى ، لاسيما بعدما كان لهذا السلاح
مفعول السحر فى تعاطف عدد كبير من الدول مع القضية الفلسطينية.
![]() |
نتنياهو |
فقد كشف موقع " Responsible
Statecraft " ، أن الحكومة الإسرائيلية تدفع ما يصل إلى 7 آلاف
دولار للمنشور الواحد على منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"،
في إطار حملة دعائية تهدف لمواجهة الانتقادات الدولية لسياستها ، والترويج بصورة
أكبر على صحة سياستها وما تتخذه من قرارات خلال الفترة الأخيرة ، وإبراز أنها ضحية
ومجنى عليها فى الأحداث السابقة والمتعلقة بالحرب على قطاع غزة.
وبحسب الوثائق المقدمة بموجب قانون تسجيل الوكلاء
الأجانب في الولايات المتحدة، فإن شركة Bridge Partners الأمريكية ، قد أصدرت فواتير بقيمة 900 ألف دولار لصالح مجموعة إعلامية
ألمانية ، لتغطية الحملة الخاصة بإسرائيل خلال الفترة ما بين شهرى يونيو ونوفمبر
الماضيين ، وذلك بمشاركة ما بين 14 و18 مؤثراً، فيما بلغ صافي ما تقاضوه فعلياً
نحو 552 ألف دولار خلال ثلاثة أشهر فقط بعد خصم التكاليف الإدارية والرسوم
المختلفة.
وعبر بنامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بشكل مباشر
عن أهمية سلاح السوشيال ميديا ، وذلك خلال
زيارته الأخيرة لنيويورك ، حيث عقد جلسة مع مجموعة من المؤثرين الأمريكان على
السوشيال ميديا ، وقال خلال الاجتماع بشكل
صريح ، إن السوشيال ميديا تحولت فى الفترة الأخيرة لـ "سلاح" له تأثير
قوى وفعال على العقول، وإن منصات التواصل الاجتماعى ، مثل " تيك توك " و"X
" أصبح دورها كبير فى تشكيل الرأي العام، ولذلك حسب كلامه ، لابد لإسرائيل ،
أن تزيد من استثمارتها فى هذا المجال ، لتضم إليها أكبر عدد من المؤثرين بالسوشيال
ميديا ، وذلك لتغير صورتنا أمام العالم.
وتزامنت تصريحاته نتنياهو مع توقيع الرئيس الأميركي دونالد
ترامب، أمراً تنفيذياً وافق من خلاله على صفقة تنقل عمليات "تيك توك" في
الولايات المتحدة إلى اتحاد شركات أميركي ، معتبراً أنها تلبي المتطلبات الأمنية
الوطنية المنصوص عليها في القانون المحلي ، وقال ترامب إن اتحاد المستثمرين سيضم شركة
أوراكل، ومايكل ديل، وروبرت مردوخ.
يذكر أن ، روبرت مردوخ ونجله لاكلان مردوخ ، يملكان شبكة فوكس نيوز اليمينية
الداعمة بقوة لإسرائيل ، ومجموعة "نيوز كورب" الإعلامية ، وتملك إسرائيلية أيضاً صحيفة "نيويورك
بوست" التي اعتادت مهاجمة الناشطين المؤيدين لفلسطين وتوجيه المدرح لتحسين
صورة جيش الاحتلال الإسرائيلى.