google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

المخاوف تحاصر إسرائيل بعد الاتفاق السعودى الإيرانى

اتفاقية إبراهام في خطر ومشروع الكيان الإقليمي ينهار




 




الحكومة والمسئولون سواء الحاليين أو السابقين بدولة إسرائيل ، أصابهم التخبط الواضح والمخاوف ، عقب إعلان الاتفاق الذى دخل لحيز التنفيذ بإنهاء الخلافات السعودية الإيرانية ، وبدأت الاتهامات توجه بشكل واضح لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بأن سياستها الخارجية ، أصبحت تهدد مستقبل الكيان الصهيونى ، وسط مخاوف من ردة فعل هذه الحكومة على الشعب الفلسطينى ، ولاسيما بمنطقة الضفة الغربية ، للرد على تلك الاتفاقية.



المخاوف تصيب إسرائيل بعد الاتفاق السعودى الإيرانى



  

فالصراع المحتدم بين الدب الروسى والولايات المتحدة الأمريكية ، يبدو أنه سيزداد اشتعالاً خلال الفترة القادمة بمنطقة الخليج العربي ، في ظل التطورات والأحداث الأخيرة التى وقعت بالمنطقة في الفترة الأخيرة ، وأطلق شرارتها ذلك الاتفاق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران ، بعد عدة سنوات عجاف بين الطرفين وصلت إلى ما يزيد على 7 سنوات كاملة ، وبدت تشعر الولايات المتحدة الأمريكية ، أن هذا الاتفاق من شأنه التقليص من نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط ، التى كانت تهيمن عليه لسنوات عديدة ، ويؤكد هذا المنظور التعليق المقتضب من الرئيس الأمريكى بايدن في تعليقه على عودة العلاقات الإيرانية السعودية ، بأن الولايات المتحدة مع أى قرار يكون من شأنه نشر السلام في أى منطقة بالعالم ، دون أن يعلق بشكل مباشر على عودة العلاقات.


 

التقارب السعودى الإيرانى يهدم المخطط الأمريكى الإسرائيلى

 


التقارب السعودى الإيرانى ، من شأنه أن ينال من مخطط الولايات المتحدة وابنها المدلل إسرائيل ، في منطقة الخليج العربى ،  والذى كان يمهد  لتكوين كتلة إقليمية متكاملة تتحول لجبهة ضد دولة إيران بالمنطقة ، بهدف تقليص الدور الإيرانى ، لمنح الفرصة لإسرائيل لتبسط نفوذها أكثر وأكثر على الأراضي الفلسطينية ، ولاسيما بالضفة الغربية ، واتفاقية إبراهام التى عقدتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية والمتمثلة في المغرب والإمارات والبحرين والسودان ، برعاية الولايات المتحدة ، تعتبر حجر الأساس للمخطط الأمريكى الإسرائيلى ، لتشديد الخناق على إيران ، ويضاف له بالطبع اتفاقيات السلام التى وقعت بين إسرائيل وعدد آخر من الدول العربية بالمنطقة ومن بينها الأردن ، التى وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال عام 1994.




المخاوف تصيب إسرائيل بعد الاتفاق السعودى الإيرانى
بايدن


 

وكانت الولايات المتحدة تهدف من وراء توطيد تلك العلاقات العربية الإسرائيلية ، أن تحصل على قرارات رفض واضحة من دول المنطقة العربية ، للحرب الروسية على أوكرانيا ، ولكن جاءت الرياح عكس ما كانت تخطط له أمريكا ، وظلت معظم الدول بالمنطقة على موقفها بالنسبة لتلك الحرب ، من هنا شعرت الولايات المتحدة ، أن جهودها في اتفاقية إبراهام ذهب أدراج الرياح ، بعدما كشفت الأيام ، أن الدول العربية التى وقعت عليها ، كانت تنظر لتحقيق هدف سياسى معين من وراء الاتفاق ، دون النظر إلى توطيد العلاقات بشكل واضح مع الجانب الإسرائيلى.


 

وهذا ما كشف عنه بشكل واضح وصريح ، ضابط المخابرات الأمريكى المتقاعد " بول بيلار " من خلال مقال نشر له بمجلة " ناشونال انترست " في مارس عام 2022 ، والذى أكد من خلاله ، أن اتفاقيات السلام ، التى وقعتها الدول العربية مع إسرائيل بمساعدة أمريكية ، تمت من باب المصلحة العربية فقط ، فالإمارات مثلاً حسب كلامه ، وقعت على الاتفاقية بعدما وافقت الولايات المتحدة على منحها طائرات حربية من طراز " أف – 35 " ، بينما المغرب وافقت على عقد الاتفاق ، بعدما وافقت أمريكا على الاعتراف بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية ، ويأتى ذلك في الوقت الذى تجاهلت اتفاقيات السلام  أى تحرك يذكر أو تعليق على حل القضية الفلسطينية ، مما منح الضوء الأخضر لدولة إسرائيل ، لتقليص التواجد الفلسطينى بالضفة الغربية ، وتشديد الخناق على الشعب الفلسطينى.


 

مخاوف إسرئيلية والتحركات المتوقعة بالضفة 



 

بما لايدع جالاً للشك ، فإن إسرائيل هى المتضرر الأول لهذا الوئام الذى عاد بين السعودية وإيران ، وبدت الحكومة الإسرائيلية التى يسطر عليها اليمين المتطرف بقيادة بينامين نتنياهو في موقف لاتحسد عليه ، لاسيما بعدما تقلصت شعبيتها بين الإسرائيليين أنفسهم ، عقب القوانين التى صدرت مؤخراً بتقليص دور القضاء ، من هنا فوجئنا بمسئولين إسرائيليين ، يخرجون بتصريحات من شأنها التقليل من هذا الاتفاق السعودى الإيرانى ، وبعدهم راهن على أن الموقف الصارم من الدول الأوربية تجاه إيران ، والعقوبات المفروضة عليها ، بسبب قضية السلاح النووى ، سيقلل من قوة العلاقة بين السعودية وإيران ، حتى بعد الاتفاق بينهما ، والبعض الآخر منهم ، أكد أن إيران لن تلتزم باتفاقها مع السعودية ، ولاسيما فيما يخص قضية اليمن والحوثيين





المخاوف تصيب إسرائيل بعد الاتفاق السعودى الإيرانى
نيتنياهو



وعلى النقيض تماماً من تلك الآراء ، خرجت المعارضة الإسرائيلية ، لتصف هذا الاتفاق السعودى الإيرانى ، بالكارثة الحقيقة على دولة إسرائيل ، ويجهض أى مخطط لمستقبل إسرائيل بالمنطقة ، بل ويهدد استقرارها وأمنها بالمنطقة بالكامل ، الأمر الذى دفع " يائير لبيد " زعيم المعاضة الإسرائيلية ، لأن يصف هذا الاتفاق بأنه فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية الإسرائيلية ، بينما يرى الباحث الأمريكى " جوزيف استن " في مقال نشر له إبريل الماضى بمجلة " بيوزويك "  أن اتفاقية إبراهام نفسها لن تحقق الهدف منها ، خاصةً وأن الدول التى وقعت عليها اعتقدت بالخطأ أن التقارب مع الولايات المتحدة وكسب تعاطفها وتأييدها ، لا يمر إلا عن طريق بوابة إسرائيل ، كما أن التقدم الروسى الصينى بمنطقة الخليج العربى ، سيؤدى في النهاية إلى مخاوف هذه الدول على مصالحها في المستقبل ، وربما يدفعها لتغيير سياستها بشكل كامل .

 

ويأتى ذلك في الوقت الذى أكد فيه عضو الكنيست الإسرائيلى اليمينى المتطرف ، " بتسلئيل سموتريتش " بأن هذا التحالف بين السعودية وإيران ، يعد تطور خطير بالنسبة لإسرائيل ، وانتصار لدولة إيران ، ووصفه بأنه ضربة قاضية لجهود دولة إسرائيل خلال السنوات الماضية ، لبناء تحالف إقليمي قوى ضد إيران.


 

المحاولات الإسرائيلية لتوطيد علاقاتها بالدول العربية ولاسيما بالخليج العربى ، كانت قائمة على محورين هامين  ، محور تقليص الدور الإيرانى بالمنطقة وتشديد الخناق عليها  ، والمحور الثانى والأهم ، أن تحيد تلك الدول في مخططها لضم الضفة الغربية بشكل كامل تحت السيطرة الإسرائيلية ، وإلغاء المناطق الثلاث وتصبح الضفة بالكامل تابعة للسيادة الإسرائيلية ، ولا تعتمد فقط على الاستيطان ، وطرد كل الفلسطينيين المتواجدين بالضفة خارجها ، وهو المخطط الذى تهدف إسرائيل لتفيذه منذ عقود من الزمن ، والتى وضعت بذرته الأولى بتضييق الخناق على الفلسطينيين المقيمين بالضفة ، بتطبيق القوانين العسكرية عليهم ، وتقليص حجم الخدمات المقدمة لهم ، حتى الاحتياجات الرئيسية من مياه وكهرباء وخلافه تتحكم فيه بشكل كبير ، بجانب التوغل الواضح في عملية الاستيطان .


 

ويعكس تصرفات الحكومة الإسرائيلية بمنطقة الضفة الغربية ، النتيجة الحقيقة لكل العهود والاتفاقيات والمعاهدات السابقة ، التى كانت تقضى بدولة فلسطينية ، لها السيادة الكاملة على أرضها ، وهى النتيجة التى تؤكد فشل كل هذه الاتفاقيات وعلى رأسها بالطبع اتفاق " أوسلوا " ، وترى الحكومة الإسرائيلية ، أن عودة العلاقات الإيرانية السعودية ، من شأنها عرقلة هدفها في ضم الضفة الغربية ، وبدت المخاوف تسيطر عليها بشكل كبير بمجرد الإعلان عن الاتفاقية ، الأمر الذى توقع معه المحللون والمراقبون ، أن الفلسطينيين سواء بالضفة الغربية أو حتى قطاع غزة ، ربما يدفعون مستقبلاً ثمن هذا الاتفاق ، حيث توقعوا بأن الحكومة الإسرائيلية ستحاول خلال الفترة المقبلة ، زيادة عدد المستوطنات ، وتشديد الخناق على الفلسطينيين المقيمين بالضفة بشكل أقوى مما سبق ، وتوجيه ضربات عسكرية تجاه غزة


 

وأرجع المراقبون ، أن إسرائيل بتلك التصرفات تتطلع إلى جس نبض الدول العربية وخاصةً بمنطقة الخليج ، وموقفهم من توغلها بالضفة ، سواء كانوا ممن وقعوا معها اتفاقيات سلام من عدمه ، وإعلان أمام العالم بأن اتفاق السعودية وإيران ، لن يجعلها تحيد عن الهدف المخطط له بضم الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية ، بجانب الظهور أمام العالم بأن هذا الاتفاق لم يؤثر عليها ولم تعيره أى اهتمام ،  وربما حسب المحللون ، تطلق أمريكا نفسها يد إسرائيل في فلسطين ، في محاولة للتشويش على هذا الاتفاق السعودى الإيرانى  ، والذى ربما  يهدد فرص الرئيس بايدن نفسه في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل ، والأيام القليلة القادمة كفيلة بأن تكشف عن نوايا إسرائيل ، ومدى تأثرها بالاتفاق السعودى الإيرانى.  


تقرير - محمد مقلد 

     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف