بقلم – محمد مقلد
تتعرض مصر خلال الفترة الأخيرة لمخاطر
واضحة ، ولاسيما بمنطقة الحدود مع قطاع غزة ، وتوتر الأوضاع بينها وبين العدو
الإسرائيلى ، وهى أوضاع مخيفة لابد لها أن تدفع كل مصرى غيور على أرضه واستقرار
أوضاع بلاده ، أن يلتف حول قيادته السياسية ، ويلقى أى أمور أخرى لا جدوى منها
الآن خلف ظهره ، ويشد من عضدها لمواجهة هذا الخطر الداهم والذى يوحى بمؤشر خطير
يهدد أمن البلاد.
ومع ذلك نجد جماعة الإخوان الإرهابية تسير عكس الاتجاه تماماً ، وتحولوا
لكلاب تعوى همها الأول إسقاط الدولة المصرية ، مهما كانت النتائج ، فالهدف واضح
لهؤلاء الخرفان ، فهم لا يلتفتون إلى أمن وأمان الشعب المصرى ، وغايتهم المريبة أن
يعودوا للمشهد السياسى مرة أخرى حتى ولو كان السبيل لتحقيق هدفهم على جثث المصريين
أنفسهم ، فكل يوم تكشف تلك الجماعة المريبة عن وجهها القبيح ، ونيتها الخبيثة ، حتى
فقدت أى رصيد لها بين أبناء الشعب المصرى الواعى الذى يستطيع أن يفرق بين الصالح
والطالح.
والمتابع الجيد لكتائب الإعلام الناطقة باسم الجماعة الإرهابية ، يكتشف
تكثيف حملاتهم المشبوهة للنيل من القيادة السياسية ومحاولة الوقيعة بين النظام والشعب بأى وسيلة ، وذلك بنشر تقارير وأخبار تحاول تشويه صورة النظام الحاكم فى مصر ، فقد فوجئنا بتقرير مطول منشور بالمواقع الإخبارية التابعة للجماعة
المحظورة ، يدعى أن مصر تكثف من صفقات شراء السلاح من أجل عملات يحصل عليها بعض
المسئولين ، وذلك دون دليل قطعى يؤكد ما ورد بهذا التقرير المشبوه ، فمن الواضح أن
رائحة خوف تلك الجماعة من زيادة التسليح للجيش المصرى تفوح فى الأفق بشكل واضح ،
ولا يخف على أحد مدى الكراهية التى يكنها خرفان البنا للجيش المصرى منذ قديم الأزل
، زادت حدتها مع تلبية القوات المسلحة لمطلب الشعب بالإطاحة بحكم الجماعة خلال
ثورة 30 يونيه.
ولم تكتف تلك الكتائب الإعلامية المشبوهة بتشويه صفقات السلاح ، بل ذهبت
إلى الادعاء بأن الحكومة المصرية تخطط لإلغاء الدعم على السلع التموينية وعلى
رأسها رغيف الخبز ، ولما لا وهى تعلم أن القطاع الأكبر من الشعب المصرى يستفيد من
هذا الدعم ، ونشر مثل هذه الشائعات ربما تحقق هدفهم فى إثارة هذا القطاع العريض من
الشعب على القيادة السياسية ، وبذلك تحدث البلبلة التى تفتح الطريق لإسرائيل لدخول
سيناء وبالتالى يمهد الطريق لعودة الجماعة المشبوهة للمشهد السياسى مرة أخرى.
وليس غريباً على خرفان البنا ، أن تنصب شائعاتهم المسمومة على القطاعات
الحيوية والتى تمثل أمن قومى للبلاد ، ومن بينها ملف مياه الشرب ، حيث تداولت مواقع
الجماعة الإرهابية ، تقريراً مطولاً ، ادعت من خلاله أن مصر أمام أزمة حقيقية
لتوفير مياه الرى للمحاصيل الزراعية ، لاسيما عقب سيطرة أثيوبيا على جزء كبير من
حصتنا بالمياه ، ولم تنس تلك الأبواق الإعلامية ، أن تتناول ملف الدواء ، والادعاء
بأن هناك مائة شركة دواء تطالب الحكومة المصرية برفع أسعار 500 مستحضر دوائى.
ومن البديهى إلا تنسى أبواق البنا ، أن تلقى الضوء الباهت على رفع أسعار
الطاقة والمحروقات خلال الفترة المقبلة من كهرباء ومنتجات بترولية بمختلف أنواعها
، وأن تلك الخطوة ستزيد من الأعباء على المواطن المصرى ، وتنوعت التقارير المسمومة
بكتائب خرفان البنا ، ما بين تهريب الآثار وزيادة الضريبة السنوية وفرض رسوم جديدة
على بعض الواردات ، حتى حوادث الطرق اتهمت تلك الكتائب المسمومة الحكومة بأنها
السبب المباشر فى وقوعها.
بالفعل كلها تقارير وأخبار سلبية ، الهدف منها زرع الإحباط لدى المواطنين ، وقطع أواصر الثقة بينهم وبين
حكومتهم ، وهو توجه مريب يسقط الأقنعة أكثر وأكثر عن النوايا الخبيثة لخرفان البنا
، فبدلاً من إظهار وطنيتهم وخوفهم على بلادهم بالالتفاف حول القيادة السياسية فى
هذا الظرف الطارئ والتهديدات الخطيرة التى تهدد أمن واستقرار البلاد من عدو خارجى
ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته ، تفرغوا لحيلهم الخبيثة للبحث عن إسقاط الدولة
المصرية ، وتناسى هؤلاء الخرفان أن الشعب المصرى لديه من الوعى الذى يجعله يستشعر
الخطر الذى يهدده ، ووقت الخطر لا يلتفت لأى شئ مهما كانت قيمته لديه ، ويكون شغله الشاغل دفع هذا الخطر ، لأنه يؤمن بأن
الأمان والاستقرار هما أساس الحياة.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد