بقلم – محمد مقلد
حاصرتنى خلال الساعات الأخيرة الأسئلة المباشرة أو عن طريق الرسائل الخاصة
، حول التنويه الذى أشرت من خلاله بأننى سأكشف تفاصيل عملية البلطجة التى تعرضت
لها فى شهر مايو الماضى ، وانتظر عدد كبير نشر المقال الخاص بتفاصيل تلك العملية
الشيطانية ، ولكننى ومع احترامى للجميع ، آثرت أن أغلق هذا الملف بشكل نهائى ،
وربى وحده يعلم أن قرارى هذا نابع من مشيئته تعالى فقط ، دون أى ضغوط مهما كان مصدرها
، فدائماً ما تكون قراراتى نابعة عن قناعة داخلية لا تتأثر بأى عوامل خارجية تحت
أى ظرف.
لقد أيقنت أن ما تعرضت له فى هذا اليوم المشئوم ، ما هو إلا ابتلاء جديد
أنضم لـ " كنز الابتلاءات " التى أنعم الله تعالى علىّ به ، أعرف أن تلك
الكلمات تبدو غريبة عليكم لا تفسير منطقى لها ، ولكن يكفى هنا أن أؤكد لك سيدى
القارئ أنه منذ اللحظات الأولى عقب هذا الموقف الصعب ، وأنا متخذ القرار بألا يتعرض أى شخص شارك فى
تلك المؤامرة لأى أذى ، لذلك تعمدت ألا أتابع المحضر ، وقررت ألا أتهم أحد بشكل
مباشر ، مع أنه كان بمقدورى أن أجعل تلك القضية تأخذ منحنى مغاير تماماً ، لاسيما
فى ظل المعلومات والتفاصيل التى توصلت إليها ، والتى كشفت أمامى معادن بعض البشر ،
لقد تسابق من شاركوا فى تلك المؤامرة ليبرأوا أنفسهم أمامى ، ومنهم من مثل دور الضحية
، فرسم أمامى كل خطوة اتخذوها فى هذا اليوم للنيل منى.
وبكل صراحة لقد وضعت يدى بدلائل قاطعة لا شك فيها ، على كل من شارك أو كان على
علم بأننى سأتعرض لمحاولة التعدى علىّ فى هذا اليوم ، ودور كل فرد منهم وغايته من
جراء هذا التصرف ، والمبلغ الذى تم دفعه للبلطجية ومن تكفل به ، فكل شخص شارك فى
تلك المؤامرة كان له هدف محدد يختلف عن الآخرين ، فهناك اللصوص الذين أتعبهم أن أكشف
أمام الناس أساليبهم فى نهب المال العام ، وهناك من حاول أن يظهر فى صورة الدنجوان
حامى الحمى أمام المرأة التى تسببت فى ضياع استقراره الأسرى ، وثالث يبحث عن مساندة
اللصوص للوصول لهدفه الشيطانى.
وهناك من يُعرف بـ " الطرف الثالث " والذى شارك فى تلك المؤامرة
لأسباب بعيدة كل البعد عن أطماع الآخرين ، فمشاركته كان لابد منها حتى تكتمل
الصورة ، ويتحقق ركن أساسى من أركان الطريق القدرى ، الذى وضعه الله تعالى أمامى
لأصل لمرحلة السلام الداخلى ومعرفة قيمة ذاتى ودورى الحقيقى فى هذه الحياة ، وأن أعترف بأن كل ما يحيط بى من أشخاص وأحداث ووقائع
مادية ، أمور لا قيمة لها ، وتلك هى النقطة الحيوية لما تعرضت له من ابتلاء أزاح
الستار وكشف الغموض عن بعض الأحداث الغريبة التى مرت بحياتى خلال الفترة الأخيرة ،
دون أن أجد لها تفسير منطقى.
وخلاصة القول أنهم جميعاً ، اختارهم الله تعالى لتجسيد دور الكومبارس ،
ليساعدوا البطل فى فك طلاسم أحداث غريبة قلما يتعرض لها إنسان على وجه الأرض ،
ليكتشف ذاته ويستسلم للأمر الإلهى بأنه شخصية لها صفات معقدة وفريدة بعض الشئ ، زرعها
خالق الكون بداخله منذ نعومة أظافره ، بعد رحلة طويلة من الرفض وعدم الاعتراف بها
، وهنا يجد نفسه مدان لهم بالشكر والعرفان على أدوارهم الشيطانية فى هذا المسلسل ،
الذى أنار فى حلقته الأخيرة الطريق أمامه ، ليعترف بينه وبين نفسه ، أن أحداثه رغم
مرارتها حملت فى مضمونها أعظم ابتلاء وضعه الله تعالى داخل " كنز الابتلاءات
" ، ذلك الكنز الذى أنار له طريق مظلم ظل لسنوات وسنوات يخشى السير فيه ، حتى
اكتشف فى النهاية أن السعادة الحقيقة لن تتحقق إلا فى هذا الطريق.
بدون شك أن الكلمات السابقة غامضة وغير مفهومة للسواد الأعظم من أسيادى
القراء ، ولكن لو عرفوا الحقيقة لالتمسوا لى العذر ، لأن التوضيح فى مثل هذا
الأمور سيدفع بعضهم لاتهامى بالجنون وأن مكانى مستشفى الأمراض العقلية ، والبعض
الآخر سيسخر لا محالة ، وسيكون لديهم كل الحق فى ذلك ، مع أن آراءهم لا تهمنى فى شئ ، وأصبحت لا أبالى بكل ما يدور حولى ، فإذا
أردت سيدى القارئ أن تعيش هادئ البال بنفس مستقرة ، ثق بنفسك واكتشف ذاتك ، وتمسك
بما زرعه الله تعالى بداخلك من قدرة ، وألقى كل ما يدور حولك من أحاديث وأحداث لا جدوى
منها خلف ظهرك ، ولا ترهق نفسك بتصرفات أقزام لا قيمة لهم أمام أنفسهم وبين
الآخرين.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد