google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

اتهامات السيسى وأوضاع اللاجئين

 

اتهامات السيسى وأوضاع اللاجئين



بقلم – محمد مقلد



الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى مرت بها المحروسة خلال السنوات الأخيرة ، استغلتها بصورة سلبية جماعة الإخوان الإرهابية بهدف النيل من الرئيس السيسى والحكومة المصرية وإظهارهم فى صورة العاجزين عن إدارة البلاد وانهيار الاقتصاد وارتفاع الأسعار ، هذا مع العلم أن قيادات تلك الجماعة لديهم قناعة كاملة بينهم وبين أنفسهم أن تلك الأوضاع الاقتصادية ليست من نتاج أداء السيسى أو غيره ، ومهما كان اسم الرئيس الذى يقود مصر فى تلك المرحلة الصعبة ، فلم ولن ينجح فى تغيير الواقع الذى نعيش فيه حالياً

 

الأحداث التى مر بها العالم أجمع منذ عام 2018 وحتى الآن ، بداية من ظهور فيروس كورونا ومروراً بالحروب التى اندلعت فى عدة مناطق مختلفة ، ووصولاً لحالة التغير المناخى الغريب ، بجانب ما تشهده مصر من ضغوط رهيبة فى قضية الحدود مع قطاع غزة ، كفيلة بأن تؤثر على أى دولة فى العالم لاسيما عقب الارتفاع الجنونى لسعر الدولار خلال تلك الفترة ، وبالتالى ارتفاع الأسعار بهذا الشكل أمر طبيعى لتلك الأحداث.

 

البعض الآن من القراء سوف يتهمنى بالنفاق للسلطة أو استخدام أسلوب التطبيل ، ولكن الواقع أكبر من تلك الاتهامات ، وأصحاب العقول المستنيرة سوف يقدرون كل كلمة فى هذا المقال والمقصود منها ، ممن لا ينساقون مثل القطيع خلف ما تردده كتائب الإعلام لجماعة الإخوان الإرهابية ، فمصر يا سادة منذ عام 2011 وحتى الآن مرت بظروف وأحداث صعبة للغاية ، إذا تعرضت لها أى دولة أخرى لكانت الآن دولة منهارة مثلها مثل غيرها من الدول التى انهارت بمنطقة الشرق الأوسط عقب ثروات الخريف العربى ، كما أحب أن أطلق عليها.

 

انتفاضة يناير والتى اعتبرها مؤامرة محبوكة كان الهدف من وراءها اسقاط مصر بالكامل وليس تغيير نظام الحكم كما كان معلن وقتها ، اجتزت من الاقتصاد المصرى ونالت منه كثيراً فى ظل توقف عجلات الانتاج فى معظم المؤسسات المصرية ، وفى المقابل كانت الرواتب تُصرف للموظفين وتستورد البلاد جميع الاحتياجات وبالدولار الذى ارتفع بصورة واضحة ، وخلال عام 2014 وبعد التخلص من جماعة الإخوان الإرهابية على يد الشعب المصرى ،  دخلت مصر فى صراع رهيب مع الإرهاب الذى انتشر بصورة مرعبة ليس فى سيناء وفقط ولكن فى معظم المحافظات المصرية ، فأثر ذلك على أى استثمارات من بينها قناة السويس التى تم استهدافها من قبل الجماعات الإرهابية وقتها ، والجميع يعلم ما حل بالسياحة من خراب ، فالسياحة لا تنتعش إلا فى بيئة آمنة من الأخطار.

 

لقد أنفقت مصر الكثير من الجهد والمال للتخلص من الإرهاب والقضاء عليه ، وأنا نفسى كنت شاهد عيان على تلك الفترة العصيبة بحكم عملى فى هذا الملف بصحيفة الوطن وقناة المحور وقتها ، لاسيما وأن الإرهاب كان مدعوماً بشكل مخيف من جهات خارجية أنفقت المليارات من أجل اسقاط مصر على يد الإرهاب الأسود ، وبعد أن تخلصت مصر من هذا الكابوس المزعج ، طل علينا فى عام 2018 فيروس كورونا القاتل والذى أصاب الاقتصاد بجميع دول العالم بالشلل التام ، ولم يفيق العالم من كارثة هذا الوباء ، حتى شاهدنا جميعاً الحروب اندلعت بين روسيا وأوكرانيا من جانب وبين إسرائيل وحركة حماس من جانب آخر ، وطفت على السطح توترات مقلقة بمنطقة الشرق الأوسط هددت استقرار معظم الدول.

 

فإذا فكرنا بشئ من الهدوء وبدون تأثر بأى جماعات أو آراء هدامة لكل هذه الأحداث التى مرت بها مصر وكان آخرها كما هو معروف الضغوط الخارجية التى تعرضت لها فى قضية تهجير الفلسطينيين لداخل سيناء ، سنخرج بنتيجة واحدة أن الله تعالى أنقذنا من كوارث خطيرة للغاية لا تقاس بأى حال من الأحوال بمسألة الطعام والشراب وخلافه ، فأنظروا إلى حال اللاجئين من الدول التى تأثرت بتلك الأحداث ولاسيما عقب ثورات الخريف العربى ، والتشتت الذى أصابهم ، وتركهم لبيوتهم وأراضيهم بصورة مذلة ، واستجداء الدول لتقبلهم على أراضيها.

 

الأمن والأمان يا سادة هو الحياة نفسها ، فما هى قيمة أن يكون بحوزتى مثلاً مليون جنيه ولكنى مهدد دائماً بالقتل وتعرضى للسرقة فى أى وقت ، وبين مبلغ ضئيل  أشعر وأنا أنفقه بالأمان، نحن فى نعمة كبيرة يا سادة لا نشعر بقيمتها لأننا لم نتعرض لمثل ما تعرضت له الدول الأخرى من انهيار ، علينا أن نفيق من غفلتنا ونسد آذاننا عن الأبواق التى تهدف لضرب الاستقرار والأمن الذى نعيش فيه ، فالدول من حولنا يا سادة يُشرد أهلها ، وتُنهب أراضيها وثرواتها ، وتُنتهك أعراض نسائها ، يعيشون تحت وطأة الذل والقهر ، وكل أمانيهم أن يعودوا لحياتهم الآمنة مرة أخرى حتى ولو اكتفوا بوجبة طعام واحدة فى اليوم.

 

أعلم أن هناك أخطاء تحدث من بعض المسئولين ، ولكن مهما كانت نتائج تلك الأخطاء لن يكن تأثيرها أقوى من سقوط البلد وانتشار الخراب والفوضى ، فالأيام كفيلة بأن تستقر الأوضاع الاقتصادية وتعود مصر إلى سابق عهدها كما حدث من قبل ، فالتاريخ شاهد على تعرضنا لأزمات اقتصادية متعددة فى السابق ومع الوقت اجتزناها بأمان ، فأفيقوا يرحمكم الله والتفوا حول قادتكم للخروج سوياً بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار فى كل شئ.


 

اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد  

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف