كتب – محمد مقلد
خرجت
علينا بعض وسائل الإعلام العبرية لتصف حربها الدائرة حالياً مع إيران
بأنها تشبه حرب " داود ضد جالوت " حيث شبهت إسرائيل بسيدنا داود ، وشبهت
إيران بجالوت ، واصفة قوة إيران من ناحية المساحة بأنها تصل لـ 37 أضعاف مساحة
إسرائيل ، وأن الترسانة العسكرية الإيرانية متطورة للغاية وأن إسرائيل لا تملك مثل
هذه الترسانة ، ولكن كما انتصر داود على جالوت سوف تنتصر إسرائيل على إيران ، حسب
زعمهم.
وقصة
سيدنا داود عليه السلام وما بها من تفاصيل الجميع يعرفها جيداً ، فهو نبي ورسول من
الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم ، وأحد الأنبياء الذين أُرسلوا لبني إسرائيل
، يعتبره المسلمون نبيًا، بينما يعتبره
اليهود ملكًا ، داود هو ثاني ملك على
مملكة إسرائيل الموحدة ، وله مكانة خاصة في الديانتين الإسلامية واليهودية ، وتمكن
من قتل جالوت ذلك العملاق الذى كان يهزم جيوش بمفرده ، بعدما كلفه طالوت وقتها
بتلك المهمة.
ولكن
السؤال الذى يطرح نفسه هنا ، لماذا تحاول إسرائيل تشبيه معركتها مع إيران بمعركة
داود مع جالوت ؟ فهناك عدة أساب لهذا الاتجاه ، يأتى على رأسها محاولة استمالة
الدول الإسلامية لتبارك حربها على إيران بالنطر إلى أنها حرب تشبه حرب رسول
الإسلام داود ضد إيران التى تمثل عدو الله جالوت ، والنقطة الأخرى الأكثر أهمية أن
كبار علماء الدين اليهودى يعترفون بينهم وبين أنفسهم أن ما يذكره الله تعالى في القرآن
الكريم سوف يتحقق بمشيئته على أرض الواقع ، وهذا ما يفسر رعب إسرائيل كلما اقترب
عام 2027 ، والذى يعتبر وفقاً للقرآن الكريم عام التيه الذى وصفه الله تعالى لبنى
إسرائيل كل 40 عاماً.
فكلما
اقترب عام 2027 تصاب إسرائيل حكومة وشعباً بحالة من الرعب ، خوفاً من تحقق ما توقعه
عدد من العلماء والساسة ، من بينهم علماء تابعين لإسرائيل نفسها ، بأن عام 2027
عام زوال دولة إسرائيل لتبدأ في مرحلة التيه والتشتت في معظم دول العالم ، وهذا ما
ذكره الله تعالى في كتابه الكريم.
ومن
أهم الأسباب الذى دفع إسرائيل لتشبيه حربها مع إيران بحرب " داود ضد جالوت
" وأنها حرب وجودية بالنسبة لهم ، رافعين شعار " نكون أو لا نكون "
واتهامهم لإيران بأنها تسعى لتدمير إسرائيل ووضع نهاية لدولتهم ، أنه خلال عام
2005 ، كشف عدد من علماء الإسلام عن طريق الاعجاز العددى في القرآن ، أن إسرائيل
سوف تزول خلال الفترة من 2022 حتى عام 2028 ، وأكد على ذلك على خمانئى المرشد
العام الإيرانى ، حتى خرجت تصريحات من مسئولين إسرائيليين ، أكدوا من خلالها ، أنه
لا مخاوف على دولة إسرائيل من إيران لمدة 25 سنة ، فرد عليهم خامنئى قائلاً ، أنتم
لن تشهدوا هذه الأعوام بإذن الله ، ولن يكن في الأصل شئ اسمه إسرائيل ، ولن يبق
شيئاً من هذا الكيان خلال تلك الفترة.
بدأت
المخاوف الإسرائيلية مع عام 2027 ، عندما خرج الشيخ أحمد ياسين في لقاء تلفزيونى
عام 1998 ، كشف خلاله ، أن القوة لا تدوم لأحد ، فالإنسان يبدأ طفل ، ثم مرحلة
المرهقة ، ثم الشباب ، ثم كهل ، ثم شيخ ، وهنا ينتهى تماماً، وإسرائيل تمر بنفس
المراحل ، مؤكداً زوال إسرائيل في الربع الأول من القرن القادم ، يقصد القرن 21
الذى نعيش فيه حالياً ، وحدد وقتها الشيخ ياسين عام 2027 لزوال إسرائيل ، وتشتتهم في
الأرض ، مفسراً ذلك بأنه استشفاف قرآنى ، لأن الله تعالى فرض على بنى إسرائيل
التيه 40 سنة بين الأجيال.
وأضاف
الشيخ ياسين في تصريحاته ، أن إسرائيل عقب 40 سنة من التشتت جاءت واحتلت أراضينا
عام 1948 ، وعقب مرور 40 سنة جديدة وذلك خلال عام 1987 ظهرت انتفاضة فلسطين الأولى
، وكانت بها قتال وتحدى وقنابل هنا وهناك ، وظلت إسرائيل مشتتة خلال تلك الفترة
وترك أعداد كبيرة من اليهود إسرائيل وتفرقوا في عدة دول مختلفة حول العالم ، ولفت
ياسين ، أن الأربعين سنة القادمة والتى تنتهى بعام 2027 ستكون نهاية وزوال إسرائيل
وتشتتهم من جديد.
وخرج
" أرى شافيط " المحلل السياسى الإسرائيلى نفسه ، بتصريحات ، قال فيها ،
إن الاحتلال الإسرائيلى في مراحله الأخيرة ، وأن الإسرائيليين أنفسهم منذ وطأت
أقدامهم أرض فلسطين عام 1948 وهم يعلمون أن جولتهم لن تدوم ، وأنهم سقطوا ضحية
لأكاذيب الحركة الصهيونية العالمية ، وشاركه في الرأى الكاتب الإسرائيلى اليسارى
" جدعون ليفى " حين أكد أننا كإسرائيليين نواجه أصعب شعباً في التاريخ ،
وأن عملية التدمير الذاتى والمرض السرطانى الإسرائيلى بلغ مراحله النهاية ، ولا
سبيل للعلاج بالقبب الحديدية ولا بالأسوار ولا بالقنابل النووية.
وتحدث
إيهود باراك وهو رئيس وزراء إسرائيل السابق في مقال له بصحيفة " يديعوت
احرونوت " قال من خلاله ، إنه على مدار التاريخ لم تعمر دولة لليهود أكثر من
80 عاماً ، إلا في فترتين ، فترة الملك داود ، وفترة الحشمونائيم " وكلتا
الفترتين كانت بداية تفككها ، وأضاف باراك ، أن دولة إسرائيل الحالية في فترة
تجربتها الثالثة لقيام دولة اليهود ، وهى الآن في عقدها الثامن ، وأنه يخشى أن
تنزل بها لعنة العقد الثامن ، كما نزلت بسابقتيها وتكون النهاية.
حتى
الاستخبارات الأمريكية نفسها على دراية كاملة بزوال دولة إسرائيل عام 2027 ، حيث
صدر تقرير من مكتب الاستخبارات المركزى بالولايات المتحدة ، شارك في إعداده 16
وكالة استخباراتية أمريكية ، شمل مجموعة من الدلائل على زوال دولة إسرائيل ، ومن
بينها تصريح هنرى كسنجلر وزير خارجية أمريكا السابق ، الذى أكد من خلاله أن
إسرائيل لن تكون على الخريطة مع الربع الأول من القرن 21 ، وخلال عام 2003 نشر
إفراهام بورغ ، رئيس الكنيست الإسرائيلى السابق مقالا بعنوان " نهاية
الصهاينة : كشف من خلاله عواقب تصرفات الاحتلال مع الفلسطينيين وكشف عن عدة أسباب
ستؤدى لزوال إسرائيل ، وفى عام 2007 أصدر إفراهام كتاب بعنوان " نهاية هتلر
" وصف من خلاله حال ألمانيا بإسرائيل قبل الهزيمة ، وكشف أن إسرائيل بذرة
صهيونية تحمل أسباب زوالها في ذاتها.