google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

مجرد أرقام

 

مجرد أرقام

 


بقلم – محمد مقلد


 

معظم العقول البشرية ، أصبح لها ثوابت تحافظ عليها وتكررها بصورة واضحة ، والغريب أنها لا تمل من هذا التكرار ، فقد لاحظت أنه مع نهاية كل عام ميلادى واستقبال عام جديد ، بأننى أمام ماراثون يشارك فيه قطاع كبير من بنى البشر ، حيث يتفنن كل شخص فى توجيه اللوم والعتاب الذى يصل لحد السب فى بعض الأحيان للعام الذى أوشك على النهاية ، والتغزل فى العام الجديد ، ووصفه بأنه سيكون عام التغيير والبداية الجديدة , و.... و.... و....

 

فكلما دخلت على أى وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعى سواء كواى أو سناب شات أو التيك توك أو حتى الفيس بوك ، ألاحظ تنافس رهيب بين رواد تلك الوسائل ، فى نشر بوستات ومقاطع فيديو ، يعبروا من خلالها عن سخطهم الكامل على عام 2025 الذى أوشك على النهاية ، وأنهم تعرضوا خلال أيامه للأذى والمشاكل والخيانة من أصدقاء أو أقارب أو أحباء ، ويصفونه بالعام الظالم شديد السواد ، لذلك يكون قرارهم مسح هذا العام بأستيكه ، ونقطة ومن أول السطر لاستقبال عام 2026 بتغيير وبداية جديدة بطموحات أكبر.

 

ويكتشفون فى النهاية أن النقطة التى وضعوها فى أول السطر ما هى إلا نقطة فى نهاية الصفحة بالكامل ، ويجدوا أنفسهم يترحمون على عام 2025 وعلى الأعوام السابقة بالكامل ، فلا جديد يذكر أو قديم يعاد ، والصفحات كلها تتشابه، بل كلما ظهرت صفحة أمامهم  يجدوها أكثر ضبابية عن الصفحة التى طويت سابقاً ، وبهذه المناسبة لى صديقة من خارج محافظة السويس ، لديها مشروع تجارى ناجح جداً وحالتها المادية ميسرة للغاية وتعيش بمكان راقى ، وأبنائها متفوقون فى دراستهم ، ومع ذلك أفاجئ بها تنشر هى الأخرى ما يعبر عن كرهها للعام الماضى وأنها تنتظر فتح صفحة جديدة مع العام القادم ، وعندما سألتها عن السبب ، وجدتها عاجزة عن الرد ، ففهمت وقتها أنها آفة أصابت الجميع دون تفسير منطقى.

 

 

فالخلل ليس فى العام الذى نعيش فيه ، فكلها أرقام متشابهه تتوالى ، المشكلة في أنفسنا ننظر للأرقام والأيام على أنها الوسيلة التى ستأخذ بأيدينا لتغيير حياتنا للأفضل ، علينا أولاً أن نغير ما بأنفسنا دون الالتفات للأيام وأرقام السنين ، وإلا سنظل ندور فى فلك تلك الأمنيات التى لا صدى لها إلا فى المنشورات التى لا تخرج من حيز أنها مجرد كلمات تكتب أو تقال دون تحرك أو فعل حقيقى يحقق ما نطمح إليه بشكل فعلى ، وفى النهاية سنجد أنفسنا وصلنا لمحطة نهاية العمر ننتظر أن تتحقق الأمنيات ونحن محلك سر

 

وبكل صراحة أنا نفسى أقع فى نفس الخطأ بل وأكرره بغباء لا أعرف له سبب ، فمنذ فترة وأنا أفكر بجدية فى الإقلاع عن التدخين تلك العادة السيئة التى تعودت عليها ، وأعمالاً لقوله تعالى " ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة " فالتدخين بالفعل تهلكة للصحة قبل المال ، لاسيما وأننى تخطيت عامى الخمسين وأصبحت كبير السن وعلى بعد خطوات من نهاية مشوارى مع الحياة ، وكل مرة أقول لنفسى مع بداية شهر رمضان بإذن الله سأستغل الصيام وانشغالى بالعبادات فى الإقلاع عن التدخين ، ورمضان يتبعه رمضان دون جديد ، رغم أننى على علم كامل أن الإقلاع عن تلك العادة السيئة لا علاقة له بشهر رمضان أو غيره ، بل تحتاج لإرادة وقرار حاسم فى الوقت المناسب دون تحديد أيام بعينها لتحقيق ذلك.


 

كلمة أخيرة



بعيداً عن فحوى هذا المقال ، أريد أن أوجه التهنئة للمهندس رشاد نظيم الرئيس الجديد لشركة النصر للبترول ، وهو أمر كان متوقع منذ فترة رغم بعض الكواليس والأمور التى حدثت فى الأيام الأخيرة قبل إصدار وزير البترول القرار بتكليفه بالمنصب بل وتكليف المهندس محمد عبدالله برئاسة شركة أسيوط الوطنية ، ومع أنى على علم كامل بأن المهندس رشاد نظيم من الشخصيات المهذبة وناجح فى عمله ، وأعرفه جيداً ولاسيما فيما يتعلق بتطبيق مبدأ العدل ، وكنت أتمنى بالفعل أن يشغل هذا المنصب ، ولكن الحياة علمتنى ألا أحكم على أى شخص إلا بعد أن يجلس على كرسى المنصب ، فالمناصب يا سادة لها مفعول السحر ولها إغراء يغير أى مسئول إلا من يخاف الله ويراعيه فى عمله.


 

اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد       

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف